تخيّل معي لو أنك مُنحت بطريقة ما القدرة في أن تكون حياتك عبارة عن فيلم شاهدته في حياتك وتأثرت به كثيراً أو أحببته أو ربما جذبك كثيراً بفكرته، أي فيلم تختار ولماذا؟
إذا مُنحت القدرة لتكون حياتك عبارة عن فيلم شاهدته، أي فيلم تختار ولماذا؟
إذا كنت سأغير حياتي فسأختر العيش في مغامرة وتحدي، للتخلص من الرتابة والملل الذي نعيش فيه، يمكن أن أختار أفلام المغامرات والاختبارات التي تحفز التفكير وتحرضك على استعمال دماغك للنجاة مثلا يمكن أن أختار فيلم Lara Croft مثلا.
انا سوف اختار ان تكون حياتي هي سلسلة افلام lord of the rigs، وسوف اختار منها شخصية أراغون، ولكن لو لم أكن امتلك القوة النفسية والشخصية لمحاربة الشر حتى النهاية وعدم الانصياع وراء رغبات الخاتم مثل أراغون فسوف اختار فيلم You've Got Mail، لميج رايان وتوم هانكس، قصة حب جميلة وصادقة مع نهاية سعيدة وحياة سعيدة، فانا لا اريد من الدنيا أكثر من ذلك.
خيارات بعكس بعضها تقريباً، من قمة الفانتازية والسحرية البصرية والخيالية لقمة الرتابة في الحياة ومشاكلها الواقعية، هذا التناقض واضح جداً باختياراتك ولو كنت جزء من اختيارك أفضّل أن تكون في العالم الثاني، فالأوّل غير مفهوم نهائياً وفيه صعوبات لا تُمتع بدخولها، المتعة فيها مقتصرة على المشاهدة لا أن نعيش هذه الأدوار فعلاً خاصة غاندالاف ههههههه.
انا حددت شخصية أراغون التي قام بتمثيلها فيجو مورتينسين في تعليقي، وقلت لو لم امتلك القدرة الشخصية والنفسية لمحاربة الشر حتي النهاية مثل أراغون، فعلى الأقل سوف اختار فيلم You've Got Mail، واختلف معك بشدة في مسألة عدم المتعه، فحياة اراغون ممتعه جداً، من شخص مطارد من وهو طفل ويعيش باسم آخر ليعود كملك ويخاطر بكل شيء من أجل فرودو والحق، وقصة حب أراغون تضيف لحياته بعد آخر.
بالنسبة لي أريد فيلم Ready Player One أظن ان عالمه سيكون ممتع بالنسبة لي وسيمثل تجربة فريدة، ومن العوالم التي تستهويني كثيرًا أيضًا عالم Scott Pilgrim
المخرج ستيفن سبيلبرغ في ready player one استعرض عالماً بائساً هنا تسوده الرقميات والتكنولوجيا، ما الذي يطعلك هنا أن تختار أن تكون حياتك كلها عبارة عن دورة افتراضية كاملة أنت تعرف مسبقاً بأنها وعد بؤس ولن تقدّم الكثير من المتعة لصاحبها في نهاية المطاف؟
أعلم انه عالم قاسي لكن هذا لا يمنعني من رغبة التجربة للعيش به قد تكون هذه رغبة غير واقعية أو ستنقلب إلى كابوس إذا تحققت بالفعل لكن على سبيل المثال، طالما كان لدي فضول كبير في تجربة الحياة بالدول الشيوعية القديمة كروسيا وغيرها فقط للتجربة، وقد تأثرت في هذا بأحد الكتاب الذي كان يحكي عن فترة من حياته قضاها في دولة شيوعية قمعية وكيف كان شعوره وقتها لا أتذكر بالتحديد من هو لكن أعتقد أنه كونديرا في أحد كتبه.
لقد لفتتني إلى أمر رائع في هذه الجزئية، بأن جماليات الأفلام والروايات أحياناً قد تصل من الخداع إلى ما هو قادر على أن يقنعك بجماليات دولة ما حتى ولو كان يستعرض بشاعتها! أتسائل عن كم الأفكار السيئة والزيف الذي صُدّر لنا بهذه الطريقة! لأنني أنا ذاتي مثلاً تأثّرت كثيراً بعالم godfather وتمنيت أن أكون فيه مع أنه عالم جريمة وسخ!
بالضبط هو نوع من الخداع الذي يقع فيه الكثيرين لكن ماذا نفعل فبعض صناع الأفلام وغيرها يكون لديهم نظرة جمالية لكل شيء تجعل الانسان منا يهيم ويغرم بها دون أن يهتم بحقيقة ما يراه وكيف سيكون الأمر لو كان واقع، مثال godfather أيضًا حقيقي جدًا فحتى الكثير من الرجال الذين شاهدوا هذا الفيلم في صغرهم تجدهم يتعاملون معه وكأنه مرجع للرجولة بالنسبة لهم في دروس مثل ألا تعادي عائلتك وأنها أهم من أي شيء وألا تكون عاطفي وألا تعد بما لا تقدر على الوفاء به وهكذا رغم كونه كما قلت يدور في عالم الإجرام ويحكي عن مجموعة من القتلة والبلطجية في النهاية، غريب هو تأثير الميديا علينا كبشر.
هناك الكثير من الأعمال التي كنت أود لو أعيشها ولكن سأختار أقربها للواقع وهو فيلم Doom of love، لقد أحببت كثيرا حياة بطلة الفيلم وتمنيت لو كانت حياتي، حياة مريحة نفسيا لأبعد درجة، فهي ليست مقيدة بأهداف مادية أو تشعرك وكأنك في سباق دائم مع الحياة ومع كل من حولك، فهي تركت مهنة دراستها وعملت في المهنة التي تحبها، وكان عملها لا يرتبط بمكان واحد فكانت تتنقل من مدينة لأخرى، لا تهتم بالمال سوى ما تحتاجه من أجل العيش ولا يحيط بها سوى من تحب صحبتهم فقط، تقضي اليوم بيومه دون قلق أو صراع أو تفكير مفرط.
ذكرتيني تقريباً بفيلم كيت وينسليت، كان اسمه holy smoke وكان الفيلم عبارة أيضاً عن تجربة فتاة تخرج عن الأطر المجتمعية التي تعيش فيها الدينية والثقافية وتعيش تجربة أخرى غريبة جداً في الهند، يبدو أن مقدار الحرية الذي نريده في حياتنا في الاختيارات هو ما يجعل هذه الأفلام جذابة ومثيرة للاهتمام بأنظارنا.
يبدو أن مقدار الحرية الذي نريده في حياتنا في الاختيارات هو ما يجعل هذه الأفلام جذابة ومثيرة للاهتمام بأنظارنا.
ليس الحرية فقط وإنما الشجاعة كذلك، فأنا رغم إعجابي بنمط هذه الحياة إلا أنني سألت نفسي هل لو كانت لدي الحرية لعيش هذه الحياة التي تمنيتها هل كنت اخترتها! بكل صراحة لا، لأنني وجدت أنني أفتقد للشجاعة الكافية للإقدام على هذه الحياة، فهي تبدو ممتعة وآمنة في شاشة التلفاز لكن في الحياة الواقعية هي لن تكون بنفس تلك السهولة أبدا، فمن يغامر بترك حياة الاستقرار من أجل حياة المخاطرة!
تجذبني الأفلام الخيالية التي تمتلئ بالمغامرات والسحر والكائنات الأسطورية، وإذا مُنحت إمكانية أن تكون حياتي عبارة عن فيلم سأختار ما يبعدني تماماً عن الواقع، مثل جميع سلسلة أفلام هاري بوتر، وأليس في بلاد العجائب وغيرها من الأفلام الممتعة.
الناس يهربون من تحديات الحياة العادية إلى تحديات مرعبة وغير طبيعية نهائياً، أشعر بأن الإنسان لكي يتخلص من ملل حياته قد يرمي بنفسه في أمور كارثية حرفياً: لماذا يفضّل الناس هذه الأمور في حياتهم رغم غراباتها برأيك؟
أعتقد أن ضغوط الحياة في بعض الأحيان تجبر الفرد منا على تجربة أشياء غريبة للهروب من الواقع والبحث عن السعادة في عالم خيالي، على سبيل المثال مشاهدة أفلام الرعب رغم أنها تتسبب في ارتفاع ضغط الدم ولها العديد الأضرار إلا أن البعض يرى أنها ممتعة رغم كل ذلك.
التعليقات