خطر لي أن نلعب بالكتابة عبر مثلاً أن تكتب في تعليق عبارة وندع المساهمين يكملون قصّتك، كل مساهم يكمل جزء منها بعبارة أيضاً!
شاركوني تعليقاتكم لنبدأ إكمال القصص!
دوما ما أثارت هذه المزهرية فضولي، أرى أبي وهو يتأملها أحيانا لساعات ولا يشعر بأحد حوله، وكأنه يحادثها بنظراته، أو ربما يلومها، لا أدرى، ولكن ما اعلمه جيدا أنه يكون شخصًا آخر عندما يجلس أمامها، وعندما سألته مرة تفاجئت من ردة فعله
لقد بدا هائما وكأنه يسترجع كافة ذكرياته عن هذه المزهرية، ويحاول إيجاد قصة أخرى مختلقة عنها لكي يخبرني بها، ولكنني أعرف نظراته جيدا عندما يحاول أن يجنبني معرفة حقيقة قد تضرني، ولكن ما هي؟ مما يحاول حمايتي؟
لطالما تساءلت عن سُرادِق الغموض التي تحيط بوالدي، فتارة تتشبث عيناه بأنامل السقف المتهالكة، وتارة يغوص في تفاصيل السجادة المهترئة، وكأنه يعانق سرب من أطياف الذكريات، أو يزاحم أسرارً تقذفُها أمواج اللحظات!
خطرت لي فكرة لأدفع أبي لإخراج ما في جعبته حول تلك المزهرية، وبالفعل عندما نام أبي قررت أن آخذ المزهرية وأخفيها بعناية في خزانتي، ثم نمت، وفي الصباح استيقظت على صراخ أبي وهو ينادي كالمجنون!!
أين مزهريّتي! - قلت له مستغربة: هي مزهريّة للبيت لماذا تنسبها لك فقط؟ - غضب من سؤالي وقال: بلا فلسفة، أين هي؟ - قلت له: عندي في الغرفة - ركض كمدمن إلى غرفتي ودخل إليها وحملها وركض فيها ليعيدها إلى مكانها الأصيل، شعر بالخجل أخيراً وقال لي: هذه آخر مرة تخرج من مكانها، مفهوم؟ قلت: لا.. حتى تقول لي سبب اهتمامك فيها!
سرح فيها بعيون هائمة وكأنه يحمل جبلا من الهموم والأحزن، فما لبث أن استنفر فجأة مستشعرا غرابة نفسه، فلملم تعابيره الهائمة من محياه، ثم صرخ في وجهي مؤنبا: هذا ليس من شأنك ياولد إياك وأن تقربها مرة أخرى، التفت على أعقابي مبتعدا عنه أجر أذيال الخيبة.
وبعد برهة استشعرت نبرة هادئة في صوته وهو ينادي بإسمي: يا مروان تعالى إلى هنا. فجئت مسرعا على صوته فقال لي: أحضر كوب شاي ساخن وتعالى اجلس بجانبي سنفتتح صباحنا اليوم بحكاية المزهرية.
التعليقات