أكتب رواية بعنوان "فتاة الكستناء (آن جوليفر) "

لذا أود منكم رجاء لو ساعدتموني في القراءة لأن وجهة نظر القراء تختلف عن الكاتب لربما وأريد منكم بعض النصائح ان كان هناك أي خلل أو أي كلمة تحتاج الى تغيير ولو بشكل بسيط أو حتى اضافة .. وسأنشر فصولا لها وهذا الفصل الأول ..وهل مجتمع المساهمة جيد أم أغيره لانصحني أو ماذا؟

فتاة الكستناء (آن جوليفر) الفصل الأول

تناولت من درج مكتبها دفترا وقلم لتجلس على الكرسي بجانبها وتكتب حكايتها ..حكاية فتاة الكستناء ..آن جوليفر.

تساقطت حبات المطر الأخيرة معلنة عن انتهاء فصل الشتاء , مودعة الأرض مقبلة ترابها في محبة , عائدة الى السماء من جديد عبر ظهور الشمس الساطعة من خلف الغيوم , حيث ظهر قوس قزح ليثبت أن النهايات دائما جميلة .

على جانب أحد الشوارع الباريسية كانت تمشي فتاة صغيرة بجدائلها كستنائية اللون , تحمل معها كيسا يحوي على بضع حبات من البندورة , كانت تنظر الى قوس قزح مبتهجة شاردة عن ما حولها من عربات , الى أن أردكت نفسها وقد داركها وقت العودة الى المنزل , لتجري بسرعة قاطعة الطريق لتصل الى الجهة المقابلة , فاذا بعربة تكاد أن تصدمها لولا شاب قام بضمها بيده بعد سحبها عن الطريق في الوقت المناسب, ليسقطا بعد ذلك على الأرض حيث لامستهما قطرات المطر المنثورة على الطريق, كانت تكشف ملامحه أنه في بداية العشرين من عمره كان ذو شعر كستنائي اللون ,جميل المظهر .

ليقول لها بصوت لا يخلو من القلق والرقة :

-هل أنت بخير؟

لتجيبه بتردد بعدما أدركت الحدث :

-آه ..نعم , شكرا لك

-اذا هل لك أن تقفي لكي أنهض

لتقول بخجل بينما تنهض من فوقه :

-آه آسفة لكون ملابسك ابتلت بسببي

-لا مشكلة المهم أنك بخير

ليكمل بدوره منبها اياها محذرا :

-في المرة القادمة حاذري حين تقطعين الطريق هكذا دون النظر فقد كنت ستصدمين

-حسنا شكرا لك مرة أخرى

ليبتسم بوجه بشوش بينما تقف الفتاة الصغيرة لتتمعن بوجهه ذو الغمازتين المنفصلتين حول فم متناسق ذي زاويتين بشوشتين وهو ما جعله يبدو جميلا في هيئته ومظهره.

لتقول بعد ذلك بعجلة

-أوه لا لقد تأخرت ,كيس ال..

بين هذا كله كانت حبات البندورة قد تناثرت على الأرض وتم سحقها من قبل العربات في لحظة سقوط الطفلة الصغيرة , لتجلس الفتاة الصغيرة على ركبتيها اللذان سرعان ما ابتلا من الماء لتقول بصوت يتخلله الحزن والخوف ,والدموع تنسال من خدها.

ليقول مخففا عنها بذلك الصوت الحنون الجميل والذي يرق القلب لسماعه:

-آسف حول ذلك لكن لا تبكي على أمر كهذا

لترد عليه وهي تحاول استجماع صوتها بينما تبكي

-لكن .. سوف توبخني أمي

ليبتسم ابتسامة عريضة ويقول لها بينما يمسك بيديها لتقف ,ماسحا الدموع عن خديها بطرف أصبعه

-لا بد أنها ستقلق عليك بدلا من ذلك وأيضا اسمحي لي أن أعوضك وأشتري لك بدلا منها فأنا السبب فيما حصل لها فهيا يا ..امم

يفرك طرف اصبعه على وجهه جانبا محاولا معرفة اسمها في حيرة لترد عليه ضاحكة

-آن ..آن جوليفر

يتأمل بها بضع ثواني ليقول مردفا

-حسنا يا آن هيا ابتسمي لا أريد رؤيتك تبكين حسنا ؟

تبتسم ببراءة طفولية بينما تهز رأسها في ايجاب

-أرأيت لقد أصبحت أجمل , والآن هيا تعالي لأشتري لك ما فقدته بسببي

ليمسك بيدها الصغيرة ذاهبا معها وبعد ذلك بدأت الوان السماء بالاندماج مع اللون الأحمر شيئا فشيئا ليتشكل لون الغروب الساحر ومع اختفاء الشمس تعود آن الى بيتها الذي يستغرق وقتا طويلا للوصول اليه

-لقد تأخرت لا بد أن أمي ستعاقبني

-آسف لو أنني استطعت امساك الكيس أيضا لما تأخرتي هكذا

-لا , لا بأس فلقد أنقذتني من الدهس

-أتودين أن أدخل معك لأبين سبب تأخرك وتعرفين أشرح الوضع ..

-لا سأدخل لوحدي وشكرا لك لحمل الكيس عني كل هذا الطريق

-العفو , رغم أنني كنت لأود أن أشتري لك عصيرا لتشربيه , لكن أظن في المرة القادمة , هيا اذهبي كي لا تتأخري , لا بد أن أمك في انتظارك قلقة

-الى اللقاء

ليبتسم بينما يلوح بيده بابتسامته المشرقة وكأنها شمس بعد شمس قد اختفت, لتلوح له ثم تدخل لترى أمها جالسة على كرسي خشبي اقترب من الاهتراء , لتقول الفتاة الصغيرة بصوت يرتجف

-أمي..لقد عدت

لتضع بعد ذلك كيس البندورة على الطاولة حيث كانت أمها شابكة يديها وقسمات وجهها حادة كالعادة ..وفي جو متوتر الصمت سيد الجلسة فيه تقف أمها بغضب لتضرب آن على وجهها البريء ببراءة الأطفال قائلة بصوت حاد كالسكين

-أيتها الفتاة الشقية لقد أرسلتك لشراء بعض البندورة أتتأخرين هكذا

لتقول آن مبررة لها موقفها بكلمات متفرقة وكأن الوقت لن يصبر عليها لتنهي جملها على الترتيب

-دهست البندورة ..ولم أنتبه للطريق وكنت سأدهس ..وأنقذني أحدهم و..

لتقول أمها بصوت حاد لم يتغير وقسمات وجه لم تلين على الأقل وعلى الرغم من كل شيء وكل ما حدث

-دهست البندورة ..أراها سليمة أتكذبين علي

تبتسم ابتسامة خفيفة وتقول

-لا , لا يا أمي لا أكذب, الشاب الذي أنقذني اشترى لي عوضا عنها , لقد كان شابا لطيفا معي أيضا

تلتفت الأم نحو الجدار وتهز رأسها حينا بينما تقول بصوت خافت

-هذا جيد

رق قلب الصغيرة للحظة وهتفت بينما كانت تريد حضن أمها

-أم..ي

تمسك الأم ذلك السوط الأسود لتلتفت الى آن قائلة بغضب شديد

-تحتاجين الى تأديب, لم أعرف كيف أربيكي كما يجب , ألا تعرفين كيف تحافظين على كيس بندورة حتى , لا وانظر اليها ذهبت تتسول بعد ذلك

تصرخ الطفلة الصغيرة بخوف مدافعة عن نفسها بينما تمسك بقدم أمها تترجاها ألا تفعل

-لم أتوسل يا أمي صدقيني هو من عرض علي ذلك ,أرجوك لا تفعلي

بينما يضرب السوط آن ويلامس جسدها الصغير تبكي هي بدورها من الألم بشدة تتسول أمها لتتوقف

وبعد حين يتوقف ذلك السوط عن الضرب ليتلف ويعود الى مسكنه على الجدار في مشهد مهيب ,لكنه مخيف لتلك الطفلة

-اياك أن تصبحي كوالدك الحقير ذاك أتفهمين

وبدموع لم تجف بعد ,حفرت خندقا على وجنتا تلك الطفلة التي ما زالت دموعها تتدفق كشلال

-أمي ..لا..لا تقولي ذلك عن أبي

فتصرخ أمها فيها

-اخرسي , لا تعرفين أي شيء أنت , هيا اذهبي من أمامي قبل أن أضربك ثانية

وبين جدران غرفتها المهترئة تجلس آن في زاوية الغرفة تحضن دميتها الصغيرة وتبكي بصمت

....نهاية الفصل .. رأيكم؟ في تكمله طبعا