فلسفة الشعار
وهذا ما ينطبق على شعار كأس عالم قطر لكرة القدم وكثير من الشعارات الأخرى، مع أن الناتج قد يكون جميل إلا أنه قد يخلق الكثير من التساؤلات.
بشكل عام كثرة المفاهيم والشروحات لأسباب كون الشعار بهذا الشكل بالتحديد هي مجرد تفاصيل مبالغ فيها، لأننا لو أمسكنا أي شكل كان قد نضع له عشرات ومئات الشروحات والتفاسير، يمكننا أن نكتفي بفكرة أو فكرتين، وحتى يمكن للمصمم أن يكتفي بوضع شعار من ابداعه دون الحاجة لشرحه.
أرى أنه لا بأس إن كانت كثرة التفاصيل تقدم إضافات جيدة، مثل معلومات تمثل الثقافة العربية على وجه الخصوص، وطالما كانت التفاصيل تؤدي هذا الغرض فإنها ستؤدي الفائدة مهما طالت أو شعرنا أنها مبالغ بها وأرى ذلك ميزة للمصمم.
لكن إن زاد عن حده وكان لمعلومات التباهي والتفاخر فأرى أنه سيفقد معناه بالضرورة، كما ذكرت وضع معلومات معروفة مثل صفات عامة كاللون الأخضر يمثل الخير والقلب يمثل الحب والشجرة تدل على ثمار المشروع وهكذا، هذه أمور اعتدنا عليها ونعرف ما تمثل بالفعل فأراها ثابتة ومبالغ في إظهارها.
بالمناسبة هل هو شعار حقيقي أم قمت بتصميمه لهدف تقديم الدعابة؟
الحقيقة أجد أن الأمر متعلق بالعقلية، ليس هناك مشكلة بشكل عام أن يُمثل الشعار كل هذه المعاني لكن بدون تكلف.
رغم أن الشعار على اليمين هو نفسه الشعار على اليسار، إلا أن التكلف لإبراز المعنى قد يؤدي إلى هلاكه فى الكثير من السيناريوهات،
الفرق هنا يحدث بسبب فرق العقلية بين العميل الأجنبي والعميل العربي، إضافة إلى رغبتنا الزائدة - نتاج لتكرار تلقينا لمدخلات تحمل أهمية الإبداع - أن يكون العمل غير تقليدي ومميز إلى أبعد حد.. إلخ، كل هذه المتطلبات التي فى زيادة كل يوم.. تشكل عقلية العميل فتزداد متطلباته، رغم أن النتيجة لم تتغير فى الصورتين، إلا أن يستحيل تقنع عقلك أن النتيجة واحدة..
القليل يعنى الكثير فعلا!
جميع التفاصيل التي وضعها المصمم العربي لا تأتي بشيء مهم ، لكنهم لماذا يقدمون تفاصيل كثيرة
لأسف نحن عقليتنا تختلف عن الغرب، كلما قدمت تفاصيل أكثر ، كلما أقتنعنا أكثر ، مع أن التفاصيل لا فائدة بها سواء المباهاة
وقد تجد أن التصميم الذي يصد من المصمم الأجنبي أفضل بكثير من المصمم العربي .
التعليقات