يمنحني العمل الحر حرية كبيرة، لكن للأسف كثيرا ما تتحول تلك الحرية إلى عزلة ووحدة تامة، فذلك البيت الهاديء والمريح مع الوقت يتحول الى مكان خانق وممل مليء بصوت لوحة المفاتيح فقط، وهو ما دفعني إلى المقهى!

قد يبدو غريبًا أن أدفع ثمن القهوة لا لأجلس مع الأصدقاء، بل لمجرّد أن أجلس باللاب توب وأكتب، فالأمر أبعد من هذا الكوب، إنني أشتري به شيئا آخر.

أشتري ذلك الضجيج الخفيف الذي يذكرني بأن هناك حياة تدور حولي، هناك وجوه مختلفة كل يوم تكسر رتابة العمل الحر وعزلته، ذلك الإحساس بأنني وحاسوبي جزء من عالم أكبر حقيقي ولسنا مجرد أفراد محبوسين خلف الشاشة.

فالمقهى لا يزودني بالكافيين أو مجرّد مشروب، بل بطاقة اجتماعية صغيرة تجعل العمر الحر أقل جفافا وأكثر قدرة على التحمل.

وأنتم، كيف تعوّضون تلك العزلة التي نعيشها يوميا في العمل الحر؟