متى يتناسب عملك الحر مع اهتماماتك وانشطتك؟

أجد الكثير يلجأ للعمل الحر لأن وظيفته الأساسية لا ترتبط كثيرًا باهتماماته وقدراته ، لكن حقيقة قد أتفاجأ إن اختار أحدهم العمل الحر في مجال لا يتناسب مع اهتماماته وقدرته ، أرى أن ذلك سجنًا أكثر من سجن الوظيفة التقليدية ، كذلك أعتقد أن العمل يتناسب مع الاهتمامات والقدرات إذا توفرت فيه الشروط الآتية :

• أستطيع الاستمتاع بالوظيفة بينما أمارسها ، فلا أمل منها بسرعة جدًا ، لكن هنالك متعة أثناء تأديتها .
• يتناسب مع الأنشطة التي أبذل وقتي فيها يوميًا ، فلو كنت مهتمًا بالبحث عن جديد البرمجة وتعلم مفاهيمها ، وفي أوقات فراغي أتابعها بشغف ، فلا أعتقد أن عملي في التصميم سيتناسب مع هذه الاهتمامات .

وهل تعتقد ان العمل الحر مساحة مفتوحة للشخص، أم ان تلك المساحة يجب ان يختار منها الشخص ما يتناسب مع قدراته ومعرفته فقط؟

يُمكننا اعتماد المفهومين ، فهي مساحة خاصة يختار الشخص منها ما يتناسب مع قدراته ومعرفته ، كذلك مساحة مفتوحة في حال توجهت المعارف والقدرات لجوانب أخرى .

يعتمد الأمر على الشغف والهواية الشخصية في الأساس يا مازن. أنا على سبيل المثال وجدتُ مصادفةً خطًّا مشتركًا بين أحد أهم مجالات العمل الحر وشغفي الأصلي، وهو الكتابة. لكن الفكرة كلّها تتمحور حول قدرتنا على اكتساب المهارات المشتركة، تلك المهارات التي تمكّننا من التعامل مع الأمر بالمزيد من الاحترافية. على سبيل المثال، علينا الإلمام بالمهارات اللازمة التي تحوّلنا من الكاتب التقني للكاتب الإبداعي في وقت العمل، والعكس.

بالنسبة لي في الكتابات و الترجمة الطبية أستطيع إعطاء نبذة عن الموضوع، كوني تخرجت من كلية الصيدلة و هي الكلية الوحيدة التي تدرس Medical Terminolog و كذلك كوني متقنة لعدة لغات كالإنكليزية و الألمانية و التركية و أحب الكتابة و التأليف.

ادمج جميع هذه المهارات، و ستحصل على هذه الوظيفة الجميلة و هي الترجمة الطبية. ناهيك عن كون جزء كبير منها و هو ممارسة الهواية في القراءة و تعلم اللغات في داخل نطاق مجالك الأكاديمي.

و لا يؤثر هذا على اختياري للعمل، لكوني أريد تجربة عدة مجالات أخرى. لكن اختيار الشخص لما يتناسب مع قدراته و معرفته شيء جيد في الاعتبار و ذلك بداعي الإتقان و الخوف من تضييع الوقت في مهارة غير محتملة النجاح.

في ظل وجود إمكانيات وفرص متنوعة لتعلم الذاتي فمن الجيد أن يستمر الفرد في تطوير من مهاراته وقدراته، ليس من أجل كسب المال فقط، بل يعود عليه هذا بالنفع على مدى طويل في تربية الأبناء وتعليمهم، سيجد الفرد نفسه مجبر على تعلم تقنيات الإعلام الآلي ومواكبة التطورات الحاصلة.

أما عني، بما أنني خريجة مجال الصحافة وأعمل في نفس المجال والمجالات القريبة منه التحرير والتصميم وإنتاج المحتويات الرقمية، فأجد نفسي اضرب عصفورين بحجر واحد أطور مهاراتي وأستفيد لان المجال مطلوب جدا في السوق.

ولكن في الفترة الأخيرة أسعى لتعلم مهارة أخرى مختلفة عما درسته أو تعلمته من مهارات، من أجل معرفة هل بإمكان للفرد أن يتعلم مهارة جديدة ويتقنها مدام أن هناك وسائل ومصادر متوفرة لتعلم.