ذكرتُ مرارًا هذه التفصيلة، وأذكرها مرَّةً أخرى: كل ما نجحتُ فيه في مجال كتابة المحتوى في العمل الحر، كان بسبب فشلي في الإقناع لحوالي عام ونصف. اقترتبت عروضي الفاشلة والمرفوضة من المئة عرضٍ. لكنني لم أدرك وقتها أنها سبيلي إلى الحصول على مهنتي المفضّلة.

وفي هذا السياق، يمكننا أن نكتشف كمستقلّين بمنتهى السهولة أن كتابة العروض الناجحة هو أمر موازٍ لجودة خدماتنا ومهارتنا التقنية. لأنك لو كنت تمتلك متجرًا لبيع المأكولات مثلًا، ومهما كان طعامك رائعًا، لن تحصل على زبون واحد لو لم يعرفك أحدٌ.

كيف نتدرّب باستمرار على كتابة العروض الناجحة والمقنعة للعملاء؟

بسبب تلك الفترة، بدأتُ موجةً من التدريب كي أكتب عرضي الأوّل بالطريقة المثلى. وعلى الرغم من ذلك، ونظرًا لأن فترة تدريبي لنفسي في هذا الصدد قد طالت، لم أنقطع عن هذه العادة حتّى بعد أن حصلتُ على مشروعي الأوّل على منصّة "مستقل".

في هذه المساهمة أرغب في نقاش هذا البروتوكول الذي أسير عليه حتّى الآن وأعمل على تطويره. لأنني اكتشفتُ في أكثر من موقف أن استراتيجيّة تقديم العروض يجب أن تتجدّد، وبالتالي فإننا يجب أن نكون محدّثين بمختلف المعلومات والمقترحات الجديدة.

في هذا النطاق، ألتزم بالآتي:

  1. أتابع مختلف نصائح مدوّنات منصّات العمل الحر حول كتابة العروض، مثل مدوّنة "مستقل".
  2. في نهاية كل شهر، أستعرض العروض المستبعدة والعروض المعلّقة، وأحاول اكتشاف تشابه فيما بينها لعدم تكراره.
  3. أحتفظ بنسخة من العروض المقدّمة، وذلك للاطلاع عليها وتحليلها بعد أن يقبلها العميل واكتشاف نقاط القوّة والضعف فيها.
  4. أصمّم هيكلًا للعرض، مثل البدء بتقديم مهني بسيط، وبعدها الدخول إلى صلب ما سأقدّمه في التنفيذ، وبعدها تفاصيل العرض.. وهكذا.

ما رأيكم في هذه الاستراتيجية وما الذي ينقصها؟ وكيف تطوّرون قدراتكم على كتابة العروض المقنعة لأصحاب المشاريع؟