بوت الذكاء الاصطناعي الذي أشعل حماس الناس ووصل إلى مليون مشترك في خمس أيّام (بالمقارنة مع 75 يومًا على اطلاق انستغرام، 150 يوما على اطلاق سبوتيفاي)

هذا البوت جعل جوجل تدخل الإنذار الأحمر، وتقيِّم آثاره في الحفاظ على مستخدميها، كذلك أبدى البعض امتعاضهم منه كونه سيملأ الدنيا بغير المتخصِّصين في مجالهم وفي نفس الوقت يتكلّمون بثقة، كونهم اخذوا معلوماتهم من تقنية ذكاء اصطناعي صاغت لهم الأجوبة بثقة.

لكن ماذا عن تأثيره على العمل الحر؟

أرى أنّه سيغيِّر كثيرًا في هذا المجال، لحسن الحظ أنَّ الأعمال بالعربية لن تتأثر كثيرًا، لكن ماذا عن خدمات إعادة صياغة المقالات وكتابة الأخبار الصحفية؟

في هذا المقال (1) يتحدّث الكاتب عن تجربة كتابة خبر صحفي باستخدام البوت. أعطاه مقالًا طويلًا من 2000 كلمة، وطلب منه أن يختصره في 200 مع مقدِّمة واستنتاج. الناتج كان خبرًا صحفيًا سهل القراءة من دون أي خطأ في المضمون.

شئنا أم أبينا، بعض خدمات العمل الحر ستنقرض، ولن يعود عليها طلب يذكر، ربما هذه الموجة ستكون أكثر تأثيرًا على العاملين في المواقع الحرّة الأجنبية. رغم هذا اقترحت في هذا المقال (2) أن نتحرّك لتعلّم مهارات جديدة في الكتابة كرحلة وتجارب المستخدمين، خصوصًا مع دورات أكاديمية حسوب في تطوير المنتجات الرقمية التي ستزيد الحاجة لكتّاب بمثل هذه المهارات.

برأيي الشخصي، العمل الحر العربي لن يتأثر كثيرًا بهذه الموجة، لأنَّ طبيعة اللغة العربية تجعل من الصعب أن يتقنها روبوت وإن تمكَّن من العلوميات الكلامية، ستبقى لهجة الماكنة الباردة دائما على لسانه، لغتنا حارة دافئة، هي تنفر ممَّن جمُد قلبه، فما بالك بما لا قلب له؟!