في بدايات تجربتي في العمل الحر، لم أنظر للعواطف بشيء من الاهتمام على الإطلاق. كل ما أردته هو أن يكون سلوكي احترافيًا، بدايةً من التفاوض ووصولًا إلى العمل والتسليم والتفاوض الخاص بجوانب التنفيذ المختلفة.

أدركتُ بعد خبرات عدّة أهمية العاطفة بشكل عام في إطار أي مسار مهني أو استثماري. لأن العلاقة التي يكوّنها المستقل المحترف مع العميل تقوم على العاطفة بقدر ما تقوم على الاحترافية والجودة. 

وهنا، في هذه النقطة بالتحديد، بدأتُ أتدارك الموقف. لم يكن الأمر معنيًا بأيٍّ من المفاهيم الاحترافية. لقد كانت مجرّد استنتاجات وخبرات عشوائية ناتجة عن التعاملات المختلفة. وظلّ الأمر كذلك إلى أن تعرّفتُ في الآونة الأخيرة على هذا المصطلح: (إدارة العواطف)، وتأثيرها في التفاوض.

وتختلف إدارة العواطف بشكل كبير عن العواطف نفسها. فكما أن وضع إدارة العواطف في الحسبان يمنح التفاوض فرصًا أكبر للنجاح، فإن وضع العواطف نفسها في الحسبان أثناء التفاوض جدير بأن يدمّر الصفقة بأكملها.

ولا يسعني في هذا الصدد إلّا أن أؤكّد على أهمية التحكّم طيلة الوقت. على المستقل في رأيي ألّا يحاول أبدًا كسب تعاطفٍ من العميل، وإنما عليه أن يكون مصدر هذا التعاطف معه. هذا هو فن إدارة العواطف بالنسبة إليّ، أن يوظّف العواطف في أن تكسبه ثقة العميل على المدى الطويل.

سأبدأ بتجربة حيّة في هذا الصدد، رغبةً منّي في الاطلاع على المزيد من الأمثلة والتجارب منكم. فعلى سبيل المثال:

  • تأخر المستقل أسبوعًا على تسليم العمل للعميل > اعتذر المستقل وبرّر تأخّره بأنه تعرّض لأزمة صحيّة > يعد تعاملًا في سياق عاطفي (غير احترافي في رأيي).
  • تأخر المستقل يومين على تسليم العمل للعميل > اعتذر المستقل وقدّم للعميل خصمًا لجزء من تكلفة المشروع > تصرّف في ضوء إدارة العواطف أثناء التفاوض (احترافي).

ما رأيكم في النموذج السابق؟ وهل لديكم أمثلة أو نماذج أخرى في ضوء مختلف تعاملات العمل الحر؟