هل سبق وأن وقعت دولتك في أزمة التضخم، وإنخفاض سعر الصرف مقابل الدولار الأمريكى، مع وجود الكثير من المحاولات لإنقاذ تدهور العملة السريعة.
ثم تلوح في الأفق أموال تأتى من الخارج تبدو في ظاهرها سفينة الإنقاذ، فتتشبث بها الدول كالشخص الغريق محاولة النجاة، فترتفع سعر عملاتها، مظهرة بذلك تحسناً لحظياً في الاقتصاد وسعر صرف العملة، ولكن هذه الأموال لها العديد من الآثار السلبية على الاقتصاد المحلى. هذه الأموال تسمى بالأموال الساخنة والأموال الساخنة هي أموال مستثمرين ومؤسسات أجنبية يبحثون عن عوائد مالية مرتفعة جداً عبر استثمارات قصيرة الأجل في السندات بكل أنواعها والودائع المصرفية وغيرها.
وتأتى الأموال الساخنة من الخارج في الصور التالية:
1- استثمارات المحافظ الأجنبية قصيرة الأجل، وتشمل الاستثمارات في الأسهم والسندات والمشتقات المالية .
2- القروض البنكية الأجنبية قصيرة الأجل.
3- القروض البنكية الأجنبية ذات الأفق الاستثماري قصير الأجل.
ولكن الأموال الساخنة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة، كالبركان الذى ما يلبث أن ينفجر ومحتم ذلك لا ريب، ومن المخاطر الأتى:
- تدفق رؤوس الأموال الضخمة ذات أفق الاستثمار القصير ( الأموال الساخنة ) قد يسبب إرتفاع أسعار الأصول، ويرفع من مستوى التضخم، بسبب زيادة القاعدة النقدية للبلد المتلقي لهذه الأموال مما يساعد على خلق فقاعة ائتمانية، تؤدى إلى التضخم بسبب وجود كمية كبيرة من المال في مقابل كمية قليلة من السلع.
-الخروج المفاجئ للأموال الساخنة وهذا ما سيحدث لا ريب، مما سيؤدى إلى إنخفاض أسعار الأصول، وإنهيار عملة البلد المتلقى للأموال الساخنة، وهذا يعنى أن البلد التى تعول على الأموال الساخنة كعكازةٌ في الأزمات الاقتصادية، فإنها تعول على عكازة سرى فيها النمل الأبيض، سرعان ما ستنهار وتنهار معها العملة المحلية.
ولكن قد ترى الدول أنها لن تستطيع منع المستثمرين من دخول البلاد والاستثمار فيها، ذلك صحيح، لكن هناك وسائل لتقليل دخول هذه الأموال الساخنة إلى البلاد بالشكل الذي تدمر فيه الاقتصاد والعملة المحلية وتزيد الأمور سوءاً، ومن هذه الوسائل المستخدمة لتقليل دخول الأموال الساخنة:
- التحكم في سعر الصرف بالزيادة والنقصان على حسب الحالة لتقليل الرغبة في تدفق هذه الأموال إلى الاقتصاد.
- ضبط رأس المال بحيث لا تسمح الحكومة للأموال الأجنبية بالاستثمار مباشرة في سوق رأس المال بل تضع ضوابط محددة لذلك .
- التقييد المالى مثل تخفيض الانفاق على السلع غير التجارية لتقليل الطلب الكلى والحد من التأثير التضخمى لتدفق رؤس الأموال .
شاركونا آرائكم:
طبقاً لرأيي الشخصى، لا أحب دخول الأموال الساخنة إلى اقتصاد الدول بأى شكل من الأشكال واعتبره انتهازاً لأزمات الدول الاقتصادية، وأفضل الاستثمار الطبيعي الذي يأتي من قبل المستثمرين رغباً في المناخ الاستثماري الجيد الذي توفره الدولة، فهل تتفقون معي في ذلك؟
التعليقات