حينما يأتي أحد ما ويقول بأنه يريد الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة يتبادر إلى ذهن الكثير من الناس بأن هذا الشخص لابد أن يمتلك ثروة ضخمة من الأموال التي تساعده على إنشاء مشروعات مثل شركات قطاع البترول والثروة المعدنية التي تحتكر الأسواق العالمية، وأيضاً يرى آخرون بأنه للدخول في مجال الطاقة المتجددة فعليك مثلاً ببناء سد لتوليد الطاقة الكهرومائية أو إنشاء محطة نووية لإنتاج الكهرباء، وهذا غير صحيح نسبياً فمثلاً تم استخدام طاقة الرياح قديماً في طواحين الهواء لطحن الحبوب بأبسط التكاليف، وقد أثبتت الدراسات اليوم إنخفاض تكاليف الطاقة المتجددة يوماً بعد الآخر، فلها استخدامات كثيرة مثل ألوح الطاقة الشمسية، والطواحين الهوائية لإنتاج الكهرباء، وأيضاً الاستخدامات المتعددة لغاز الهيدروجين الذي يعمل كبديل للغاز الطبيعي.

ومن النماذج العربية التي أذهلتني هو نموذج رائد الطاقة المتجددة المهندس المصرى " إبراهيم سمك " وهو رئيس المجلس الأوروبي للطاقة المتجددة لفترتين متتاليتين، وأيضاً حاصل على وسام رفيع من الرئيس الألمانى لأنه صاحب اختراع اللمبة الذكية التي تعتمد على الطاقة الشمسية حيث تم تنفيذها على مستوى 250 مدينة ألمانية، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات للإضاءة في البرلمان الألمانى، والرئاسة الألمانية، ومطار شتوتجارت، ومحطة قطار برلين.

يشير إبراهيم سمك إلى نجاح ثقافة إنتاج الطاقة الشمسية في ألمانيا حيث قامت بعمل فكرة مشروع " غذى الشبكة بالطاقة الشمسية تأخذ نقود " والتي كانت سبب رئيسى فى سرعة إنتشار المشروع بسبب الإقبال الكبير من الناس، حيث يستطيع المواطن الذهاب إلى أحد البنوك من أجل تمويل مشروع ألواح الطاقة الشمسية فوق سطح بيته من أجل تغذية شبكة الحكومة، وبضمان المشروع نفسه، ويحصل على مقابل مادى كبير منه حيث يحصل البنك على نسبة خلال 6 سنوات بالإضافة إلى إستمرار التعاقد معه لعشرين عاماً.

 ولقد أعجبتني التجربة كثيراً فالمشروع يمتلك مميزات مختلفة عن مصادر الطاقة الأخرى فهو يساهم بشكل كبير في تقليل إنبعاثات الكربون حيث تُعد من أكثر المصادر الصديقة للبيئة وتبعد التلوث عن حياتنا بشكل كبير، وتوفر فرص عمل للآلاف من الناس، ولذلك فمع تغير المناخ، وارتفاع الزيادة السكانية على مستوى العالم، وتنوع الحياة على مستوى الأرض وزيادة الاستهلاك من المواد المحلية والدولية تتجه كل أنظار العالم على الطاقة المتجددة باعتبارها طاقة المستقبل الخضراء.

برأيكم هل يمكن إقامة مشروع مماثل للتجربة الألمانية فى بلدك..؟؟، وما هي المعوقات والمشاكل التي تواجه تحقيق ذلك في بلادنا العربية..؟؟