تنبيه: ان هذه مقالتي هي ملخص معدل لمقالتين وبعض الردود التي كتبتها في الموقع احببت ان اعيد سرد كل افكاري بشكل افضل ومرتب واكثر فائدة..

ملخص الثراء والحرية المالية

ملخص لمجموعة من الكُتُب التي تتحدث عن الثراء والحرية المالية مثل كتاب الاب الغني والاب الفقير.

بعد قرائتي لمجموعة من الكُتُب التي تتحدث عن الثراء والحرية المالية، مثل كِتاب الأب الغني والأب الفقير، أغنى رجل في بابل، مليون دولار في دقيقة، أسرار عقلية المليونير، وغيرهم. لاحظت أنهم لايختلفون كثيراً عن كُتُب التنمية الذاتية البشرية المليئة بالتشجيع وشحن الطاقة الإيجابية، تشجعك على أن تذهب لتصطاد السمك، لكنها لا تعلمك كيف تصطاد السمك ولا تخبرك بما تحتاج إليه أبداً، وهذا النوع من الكُتُب أمقته. لكن في طيات هذه الكُتُب وجدت بعض الفائدة التي استخلصتها لكم هنا فأتمنى لكم الفائدة.

عرف معظمهم بالحرية المالية هي أن تكون لديك المال حتى بدون أن تعمل، بالتالي يصبح لديك دخل سالب، لديك مصادر مال، تنفق بقدر ما ترغب بدون أن تنتهي مواردك، ولايتعلق موردك المالي بعملك من دونه! وهذا يسمح لك بالتفرغ للكثير من الأشياء بدل الاهتمام فقط وفقط بالعمل وبذل كل يومك له.

الكثير منا نحن نعتقد انه لكي نصبح اثرياء ونكون من بين اصحاب المليارات ومستثمرين عمالقة أن ننشئ مشروعنا الخاص، حتى إن بعضنا يظن ان الاستثمار هو ضخ مالك في مشروع خاص لك أو لأحد معارفك، وعليك الادخار من اجل ذلك.

لكن الحقيقة إن تأسيس مشروع خاص شيء، والاستثمار شيء اخر، وسر تحقيق الثراء مختلف تماماً عن ما كنا نفكر فيه.

أولاً دعونا نتفق على أمر هام جداً وهو أن الكثير يرغب بأن يصبح ثري، لكن القليل فقط يستطيع فعل ذلك، حتى إن البعض لو امتلك المال فستتفاجئ أنه لم يصبح ثري وعاد ليكون كما كان سابقاً من حالة عادية، والسبب يكمن في عقلية الشخص نفسه، إذا كان يملك عقلية ثري أو عقلية فقير، فمهما كانت الأموال والحظوظ بين يديه لن تكون كافية بدون عقلية مستقبلة وغنية. واليكم ملخص ما اتذكره من تلك العقليات:

1-     لا تتثبط من اول سقوط، عليك ان تتعلم من اخطائك وتواصل

2-     الاستثمار في النفس من خلال التعلم، والتدرب اثناء العمل، وكسب الخبرات العملية في وظيفتك

3-     جمع المعارف قدر ما تستطيع، بما فيهم زملائك واصدقائك

4-     لا تلم الاخرين، هذه نقطة حساسة، الكثير من العقليات الفقيرة توقع اللوم على الاخرين ولا تتعلم من الاخطاء! مثل ان بعضهم يقول ان المشاريع في بلدي لا نفع لها ودائماً تفشل. لكنه لم يكبد نفسه عناء البحث عن الفشل ليجده بسيط!

5-     ستبذل الكثير اولاً لتجني الثمار لاحقاً، عليك بطول الصبر والتخطيط الجيد.

6-     حسن توزيع مواردك سواء في الترفيه او الاحتياجات الاساسية او الادخار بدون افراط وتفريط وبدون اي عُذر مثل (المال لايكفي) لانه ان كان لايكفي فلن يغير وضعك اصلاً وستدور في دائرة مفرغة.

7-     والكثير نسيتها (انصحك بقرائة الكتاب – الاب الغني والاب الفقير على الاقل وأسرار عقل المليونير).

بعد أن هيئت نفسك عقلياً، الآن حان وقت أن تعرف ان الاستثمار لايتطلب ان يكون لديك مشروعك الخاص، لتوضيح هذه الفكرة يقسم احد الكتب (النموذج الرباعي للتدفق النقدي – لنفس مؤلف كتاب الاب الغني والاب الفقير) الناس لأربعة أصناف:

1-     اشخاص يعملون في شركة، هؤولاء يعملون تحت مظلة منظومة عمل يملكها شخص غيرهم، أو تملكها الحكومة مثلاً، يعملون وفق نظام ويتقاضون راتباً

2-     أشخاص يعملون بشكل حر، او فريلانسر، هؤولاء هم نظام العمل الخاص بهم

3-     رواد الاعمال واصحاب المشاريع، هؤولاء يصنعون نظام العمل الخاص بهم، ويوظفون الاخرين لتحريكه

4-     المستثمرون، هؤولاء يكتفون بضخ أموالهم في منظومات عمل (مشاريع وشركات) وينتظرون المكاسب لاحقاً او بعد بيع الاسهم او حصصهم في الاستثمار.

لاحظوا أنه الصنفين (الأول والثاني) كلاهما نفس الشيء، متى ما توقف عن العمل، توقف دخله ومصدر رزقه وانقطع!

لكن لاحظوا أن الثالث والرابع يمكنهما ان يكسبا المال وهما نائمين، أو في إجازة في عطلة الصيف مع الأبناء!

وفي الواقع لايدفعك كلامي على فتح مشروعك الخاص وترك وظيفتك، الامر نسبي تماماً، فالبعض يجد راحته في الوظيفة الآمنة، وبعض آخر يجد راحته في العمل الحر، والبعض يجد راحته ملئ وقته وطاقته في انشاء مشاريع خاصة، بل ان البعض حتى بمجرد ان ينجح مشروعه يتخلى عنه وينطلق نحو بناء مشروع جديد فهم يشعرون براحة اكثر عندما يخوضون غمار تحدي انشاء مشروع. ما اقوله هو التزم بالنقطة التي تشعر انها مريحة لك ولا تفكر كثيراً في ان فقط اصحاب المشاريع هم الاثرياء.

هناك فرق بين رائد الاعمال صاحب المشروع، وبين المستثمر، في الواقع أن الاصناف الثلاثة، الأول (الموظف) والثاني (العامل الحر) والثالث (رائد الاعمال وصاحب المشاريع) بإمكانهم جميعاً ان يصبحوا من الصنف رقم أربعة، أن يصبحوا مستثمرين. عظيم وكيف ذلك؟

توزيع المال

في تلك الكُتُب كلهم اشتركوا على ان يقسم الفرد ماله لثلاثة اقسام رئيسية (أو خمسة).

20% من راتبك للاستثمار او المشاريع – ادخرها لمدة سنة وستجد انك قادر على فتح مشروعك الخاص مثلاً، لكن اجعلها للاستثمار هذه المرة حسناً؟ فكر بحصة اخرى من اجل المشاريع – مالم تكن عليك ديون طبعاً، لو كنت متدين فاجعلها 10% وركز على سداد ديونك

10% للترفيه، لا تبخل على نفسك ولو كنت في عاصفة، فلابد من امتاع النفس لكي تكون متوازنة، مثل عشاء في ليلة، أو الذهاب لسينما، او شراء لعبة

70% لامور معيشتك، مهما كان راتبك منخفض، قلل من معيشتك بما يتوازى مع راتبك.

الاستثمار:

الادخار الحقيقي ليس من خلال الاحتفاظ بالمال في البنك، او ضخها في مشروع! بل في استثمارها في شراء الاسهم، لانها تنمو مع مرور الوقت.

يشكك البعض في أن الاستثمار في الاسهم به مخاطر كثيرة مثل خسارة كل مالك، هذا صحيح وليس صحيح بنفس الوقت، لان الاستثمار يتشكل من ثلاثة انواع حسب ملاحظتي.

ثلاث أنواع من المستثمرين واليك هم:

-         مستثمر طويل المدى، مابين 10 ل25 سنة، اي حتى سن التقاعد، هؤولاء يضخون تلك النسبة (20%) بشكل شهري في شراء الاسهم، على سبيل المثال اسهم شركة مايكروسوفت وابل وامازون وقوقل وانفيديا ونتفلكس وغيرهم. وبعد سنوات يجنون الارباح ويمتلكون مايكفي لافتتاح مشروع مابعد التقاعد ومال اكثر لتدريس ابنائهم في جامعات راقية، وتوفير سيارة ومنزل لكل ابن حتى. فلو لاحظت مثلاً هذه الشركات من 2010 الى 2020 ارتفعت اسهمها 30 مرة. أي أن لكل 1000$ اصبحت 30.000$ عشرين سنة مدة كافية لتصبح الشركة كبيرة حتى لو مرت بأزمة اقتصادية عنيفة.

-         مستثمر متوسط المدى، مابين 5 ل10 سنوات بعض الاحيان تكتشف وجود شركات صغيرة او مشاريع جديدة تستحق الاستثمار وسهمها جداً منخفض، او السندات الحكومية. حيث بعد سنوات قليلة تريد ان تجني مايصل الى 6 اضعاف ما استثمرت فيه مثلاً، هو شبيه بالاول لكن كونك ستخاطر باشياء جديدة وحديثة فقد تكون نسبة فشل عالية.

-         تداول الفوركس – مستثمر قصير المدى، هؤولاء يجلسون امام الكمبيوتر منذ الصباح يحللون تحركات المالية ويقومون بشراء وبيع العملات، هذه خطيرة جداً ويفضل عدم الدخول لها الا لو كنت خبيراً في ذلك. لذا تجنبها فقط حالياً! يمكنها ان تغنيك عن الوظيفة لو كنت فاهماً لها.

السؤوال هو، كيف استثمر في الاسهم؟

ببساطة كل ما عليك هو ان تذهب الى شركة وساطة بورصة في بلدك، وان لم تعرف ماهي الشركات الوسيطة فاذهب الى مكتب البورصة واستفسر منهم، وبعد ان تذهب لشركة الوساطة سيفتحون لك حساب مستثمر ويخبرونك بعمولتهم عن كل عملية بيع وشراء في الاسهم! وانت كل ما عليك هو ان تشتري الاسهم بعد ذلك وتحتفظ بها لسنوات! الامر في غاية البساطة.

ولاحظ انه ليس هناك مانع من ان تفكر في مشروعك الخاص بنفس الوقت، دون اهمال امر الاستثمار في الاسهم لانه صمام الامان الخاص بك مهما كانت الظروف، في الواقع قد تجد ان استثمار لمدة 10 سنوات بعد ذلك تبيع جزء بسيط من ثروتك لتحصل على راس مال يساعدك في انشاء مشروع ناجح بدون الحاجة لقرض مثلاً وهذا امر رائع. فانت تملك خبرة في مجال العمل، وكونت لك فريق عمل ممتاز خلال هذه السنوات وتعرف كيف تنشئ مشروع خاص يخدم الناس ويحصل على مدخول ويضاعف ثروتك اكثر واكثر.

بعض الملاحظات

·        ملاحظة، اسهم شركة انفيديا منذ بداية العام الى الان ارتفعت بنسبة 70%، اي انك لو استثمرت فقط ب1000$ فستمتلك الان اسهم بقيمة 1700$ (وخلال 5 سنوات تضاعفت 10 مرات، وخلال 10 سنوات تضاعفت 50 مرة، اي ان 1000$ تصبح الان 50.000$)، بينما مايكروسوفت ارتفعت الى 34% فلو انك استثمرت ب1000$ فستصبح لديك اسهم بقيمة 1340$ وهكذا، واللطيف بالامر ان اسهمهم لازالت ترتفع! خصوصا ان مايكروسوفت لم تصدر بعد نظامها الجديد وندوز 11، ونفس الشيء ينطبق على كوكا كولا وهي الراعي لكأس العالم في العام القادم برغم من ان ارتفاعها بطيء. لكن حتى هذه الشركات ستعاني بلا شك في المستقبل من هبوط عنيف، ولكن هذا لايجعلك تقلق لانهم سيعودون للصعود حتما! نفس الامر ينطبق على ابل وامازون وغيرها.

·        ملاحظة اخرى، في الاستثمار لايوجد فرصة ضائعة (قد تفوتك قفزات قوية في ارتفاع الاسهم بوقت قياسي تقول لو اني استثمرت الان لكسبت عشرة اضعاف في شهرين فقط وهذا امر واقع مؤلم) لكن الحقيقة هي ان جميع الاوقات متاحة ويمكنك الدخول فوراً وستجد انك تربح.

·        هل سمعت بهذه المقولة؟ لا تعمل من اجل المال، اجعل المال يعمل من اجلك! هذا بالضبط مايعنيه الامر.

خدعة لطيفة، افتح قوقل، اكتب في محرك البحث اسم الشركة ملحق بكلمة stock مثلاً: microsoft stock وسترى رسم بياني يوضح لك صعود سهم الشركة خلال الفترة الماضية (هذا اليوم، خمسة ايام، شهر، ستة شهور، من بداية العام، سنة كاملة، خمس سنوات، طوال الوقت)

هناك مقالة اخرى افكر بكتابتها حول انشاء المشاريع، لكني لا اشعر باني مؤهل لذلك كوني لم انشئ اي مشورع بعد. لكن لاباس من مشاركتكم الافكار وسادخرها لوقت لاحق.