هناك، في شرق إفريقيا، وليس بالبعيد عنّا كثيرًا، تحدث قصة هي من أكثر القصص تناقضًا وملحمية. وهي قصة رواندا.
دعني أسرد لك تاريخين ولك أنت حق التعليق:
١٩٩٠- ١٩٩٣: الحرب الأهلية الرواندية، أكثر المجازر الإبادية دموية. في مئة يوم فقط أكثر من ٨٠٠ ألف قتيل بمعدل ٨ ألاف قتيل يوميًا!
٢٠٠٠- ٢٠١٠: تنخفض نسبة الفقر في رواندا إلى أكثر من ٢٥٪، ويرتفع النمو الاقتصادي لأكثر من ٨.٥٪ في عام ٢٠١٨ ليكون أكثر الاقتصادات نموًا في العالم.
ما بين التاريخين حدث الكثير جدًا، وهذا هو سؤالي لك، ماذا حدث بالظبط!
ماذا أرى؟
رواندا ليست النموذج الوحيد الذي استطاع النهوض بعد السقوط، لكنه النموذج الوحيد الذي فعلها بهذه السرعة! فقد اهتمت الدولة بعد الحرب الأهلية بين " الهوتو" و"التوتسي" لأمرين:
العدل: أقامت الدولة محاكم محلية وقدمت كل المتورطين للقضاء وأنشأت " متحف الابادة الجماعية" في العاصمة لمتابعة التذكير بما حدث دومًا.
الانتشال من الفقر: كانت هذه هي الخطوة الأبرز، فقد شجعت الدولة المواطنين على الزراعة حتى اقتربت من الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات، ولكنها أيضًا، وهو الأهم، دعمت الاستثمار الخارجي بحزمة من التسهيلات جعلها الأكثر جذبًا للاستثمار الخارجي، بما في ذلك " الشباك الواحد"، والذي يتمكن من خلاله المستثمر من إنشاء شركته من نفس المكان في غضون ساعات قليلة فقط!
سؤالي مجددًا، ماذا تظن حدث بين الحدثين المذكورين بالأعلى؟
التعليقات