الشمول المالي: كيف يساعد في تنمية الاقتصاد والقضاء على الفقر ؟

مرحبا يا عفاف

الشمول المالي يا عزيزتي يعني ببساطة ان يجد كل فرد في المجتمع اوعية ادخارية وخدمات بنكية تناسب احتياجاته، وهذا يعني ان يستفيد منه محدودي الدخل والباعة الجائلين والنساء المعيلات وكل فئات وطوائف المجتمع مهما بلغت بساطة دخلها أو بساطة مطالبها.

الشمول امالي يعني ان تجدي وسيلة سهلة وأمنة لدفع الأموال ولسحبها وتحويلها وادخارها ، وأن تجد الأسر وسيلة أمنة ومريحة لشراء احتياجاتها البسيطة والوفاء بإلتزاماتها المالية مثل : دفع مصاريف المدارس وإحداث تغيير في ديكور المنزل أو إعادة دهانه أو حتى قضاء العطلة الصيفية.

والشمول المالي هو أحد أدوات البنك الدولي لتنمية الإقتصادات حول العالم، وهو يتطلب أن يكون الجميع ضمن الاقتصاد المعلن، وقد أشارت إحدى الدراسات في هذا المجال إلى أن 38% من البالغين حول العالم خارج الأنظمة المصرفية، وغالبيتهم موجودون في دول جنوب آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وجميعنا نعرف أن الاقتصاد غير المعلن في اي دولة يمثل عائق أمام التنمية وهو يمثل مثلا: الصنايعية الذين يعملون بشكل فردي وليس في ورش والباعة الجائلون وأصحاب المشاريع التي تكون تحت بير السلم ... الخ ، هذه الأنشطة لا تدفع ضرائب ولا تعرف الحكومة شيء عن حجم الدخل الذي تحصل عليه ولا مدى الجودة التي يقدمونها ، وهو بلا شك ليس في مصلحة المواطن.

واحد اهداف الشمول المالي أن يدخل جميع افراد المجتمع في الاقتصاد المعلن فنعرف بالضبط: عدد السباكين لدينا وعدد النجارين وعدد الخبازين ... الخ وان تكون خدماتهم مقننة الجودة ويمكن الوصول لأي منهم في حال حدث تلاعب او شيء، وفي نفس الوقت يمكن تقديم الدعم لهم لتوسيع اعمالهم ومشاريعهم ليحققوا دخل أفضل ومستوى معيشي أعلى.

كثير من الأمنيات متعلقة بهذا الموضوع، ولكني ارى أن التقدم فيه بطيء ولا يوازي حجم الأمال التي عقدت حوله. ما رأيك؟

نعم يا نورا، أوافق الرأي، هو فعلا المقصود منه ان يدخل الجميع في النظام المصرفي الحكومي ويكونوا تحت سمع وبصر الجميع: سواء الحكومة أو غيرها، ولكني أرجو ان لا يكون خدعة.

وانتظر منه ان يحقق العدالة الاجتماعية والمساواة في تحديد الأجور ، ألا يضايقك مثلا ان تجدي احد العمال يسدي لك صنيعا ب100 جنية بينما هو في حي أخر يقدمه ب10 جنية فقط ، لأنه ليس هناك تسعير للخدمة لأنه اصلا يعمل خارج الظام الاقتصادي للدولة ولا أحد يعرف عن نشاطه شيء وبالتالي لا يدفع ضرائب ولا أحد يحاسبه.

ولكنه حتى الان على الأقل لم ينجح في تمويل المشروعات الصغيرة ولا محدودي الدخل، فمثلا للحصول على قرض المصاريف الدراسية عندما سألت وجدت إجراءات معقدة وبعضها مؤلم، بمعنى يريدون شهادة بالمرتب وشهادة من الدرسة بالمصروفات وبأن ولي الأمر تأخر في السداد ... شيء أشبه بشهادة الفقر، وبالتالي فأي ولي أمر مسئول سوف يمتنع فورا عن استكمال الأوراق حتى لا يُعاير ابناءه في المدرسة بهذه الشهادة.

وقرض التعليم مثل القرض العقاري والقرض الزراعي ... مشروعات مبهرة على الورق فقط، وصعبة التنفيذ على ارض الواقع. وهي بالتالي لم يمكن القول نعم: الشمول المالي لم يؤت ثماره حتى الان ، وما زالت الطبقة المتوسطة والدنيا لم تجد فيه ما يخفف عنها ضغوط الحياة.

الشمول المالي Financial Inclusion، هو احد ادوات البنك الدولي لدفع الاقتصادات النامية وتطويرها، وقد شرحته لزميلتنا عفاف في هذا الرابط:

وهو باختصار، ان تتوافر لدى البنوك والخدمات المصرفية كل أشكال الدعم والمعاملات المصرفية بطريقة سهلة وبمصاريف ميسرة، وهذا الامر بدأ تطبيقه في مصر تدريجيا ، ولكني ارى ان مستوى الخدمات المصرفية مازال دون التوقعات، فأنا مثلا من الطبقة المتوسطة وأعمل في وظيفة ثابة ، ومع ذلك فشلت في الحصول على كارت ائتمان ، أو في الحصول على قرض مصروفات التعليم ، أو حتى قرض مالي لبدء مشروع وانهاء بعض المصروفات، وذلك بسبب اسعار الفائدة الكبيرة جدا، فتكلفة الحصول على قرض 50000 جنية هي 25000 جنية ، هل هذا دعم للطبقة المتوسطة أم ضغط عليها وتبديد لطاقتها مواردها وإدخالها في دوامة الديون وسداد القروض حتى ينتهي الحال لهم في السجن والعياذ بالله.

ارجو ان تتوافر خدمات مالية مثل استبدال نصف الراتب طوال سنوات الخدمة مثلا ، فأحصل بذلك على مبلغ كبير أستثمره في مشروع صغير يحسن دخل وفي نفس الوقت يتم خصمه من الراتب بدون سعر فائدة مجحف. ولعله يحدث في قابل الايام .

من يعرف، لعل وعسى .