انا لست برجل ثاني، لست بتلك اللامبالاة التي ترونها……أبالي … نعم أبالي.. بكلّ شيء حولي.. بكلّ تلك التفاصيــل الصّغيرة .. بألوان المكان الذي يحيطني.. بدرجة حرارته/دفئه.. بأشخاصٍ يمرّون أمام ناظريّ و ربّما يجلسون هنا، بنفس المكــان..بماض أبى مغادرتي.. بحاضر لا يطيق حضوري.. و بمستقبلٍ أجهله و يجهلني..بأسماء الحاضريــن.. و كثيــر من الغائبين..بالألم المتستّر خلف إبتسامتي.. بالفرح المؤجّــل بلا أجل……… بالطّفل الذي يبكي في بيتٍ يجاورنا.. بشيخٍ يمضي النّهار جالسا يلقي التّحيّة على المارّين وهو فاقدٌ للسّمع.

لست عابر سبيل…هل تعرف أني … إنسان .. لي أسم ، عنوان، وقضية ! هل تدرك أن جنوناً يطحنني .. يدفن من نفسي جزءاً .. يرميني في سجن الصمتِ .. يمسح من ذاكرتي صوراً .. نُسجت من حلم يخشى النسيان ..

أنا مثلك لي وطناً لكن …لاوطن لي فيه .. ولاكوخ … يؤويني من أن ينهش الخوف فكري .. أن يأكلني شعور جائع .. أن لا يبقى لي قبراً تذكرني فيه الأقدار !