الى الأشخاص الذين يتقنون لغة أخرى غير اللغة العربية
حدثوني عن تجربتكم ,كيف أثر استخدامك الدائم للغة الأجنبية على لغتك العربية؟
هل تستطيع بسهولة التنقل بين اللغتين بسلاسة ؟ هل تواجه أحيانا صعوبة بتذكر كلمات عربية ؟
في البداية هنالك من يعرف لغة أُخرى لكن لايتحدث بها دائما وهو يملك فرق كبير عن من يتحدث بلغة أجنبية دائما إلى درجة لايحتاج إلى لغته الأم في حياتيه اليومية ..في حالتي أحمد الله أنني أتحدث مع عائلتي أو أصدقائي يومياً بلغتي الأم (العربية) ومع هذا فإنني اعاني كثيرا في تذكر بعض الكلمات باللعربية وأحيانا في حالة ترجمة أحد الجمل أو الكلمات إلى لغتي الأم لصديق فإنني اعاني من معرفتي للمعنى وتصوره عقليا لكن عقلي يرفض التذكر ..
ومن ناحية ثانية فإن تحدثي بلغة ثانية كشف لي عن أن كيف العقل يتعامل مع اللغة الأم مثال على ذلك هوو المصطلحات الخاصة بكل لغة أعطي هنا مثالا من اللغة الانكليزية (it's raining dogs and cats) ويعني أنها تمطر بقوة و مثال آخر من اللغة التركية (Uykum tutmuyor) ترجمته الحرفية تعني لا أستطيع الإمساك بالنوم ومعناه أنني لا أستيطع النوم.
يعني أن التحدث بلغة أخرى (من ناحيتي) قوى تعلقي بلغتي الأم حيث أنه في كل مناسبة يقوم بترجمة أي شيء إلى العربية والمقارنة بين اللغتين وهو شيء ممتع حقا (: .
حينما كنتُ أدرس، كانت دراستي بالأجنبي، و قد أثر هذا على لغتي الأم بشكلٍ كبير، حيث أنني تخرجت بعد ٥ سنوات من الدروس و المحاضرات المكثفة باللغة الإنجليزية، بخطٍ سيء و بمقدرة لغوية ركيكة بعض الشيء في لغتي الأم، و بالرغم من ذلك انجليزيتي لم تصل لحد الاتقان و لكن التواصل كان جيداً، و قد أحتجت و قتاً طويلاً لأعتد على قراءة روايات و مجلات و نصوص طويلة باللغة العربية.
و دعني أستطرد من فضلك :)
أنا عموماً ضد التعلم بالأجنبية و لكن مع تعلم لغة أجنبية، ذلك أن التعلم بالأجنبية يُفقدنا القدرة على التواصل و التخاطب و حتى القراءة و الكتابة بلغتنا الأم، بمعنى آخر ( مسيرتنا مع اللغة العربية تنقطع )، لذلك أجد كثير ممن أستمر معهم الحال بالإنجليزية إلى هجر لغتهم العربية (يعتبرها البعض طقوسية لا أكثر)، و هذا معدل خطير، حيثُ أن الكثير يُوهم بلغته التي أكتسبها مؤخراً و يظن أنه بها حاز على كلِ منابع المعرفة و تمكُن من كل فنون البيان، و كثرةٌ ممن رأيتهم لا يقوون على قراءة ورقةٍ علمية باللغة التي يدْعون أنهم تمكنوا منها! حقيقةً التعلم بالأجنبية أدى بنا إلى معرفةِ لغتين هشتين لا يُكمل أحدهما الآخر، و قد تجد في عالمنا العربي، كُثرٌ يتأتأون و يتمهلون و يكررون مفردات معينة و قد يجد البعض صعوبة في استحضار كلمات لّتعبير عن نفسه، و هذا كُله بسبب أننا لم نأخذ العلم بالعربي، فبالتالي، مخزوننا اللغوي فيها قليل مقارنةً بالأجانب الذي يتعلمون بلغتهم الأم.
أظن أن اتقان لغتين بنفس المستوى أمر صعب وقد شق ذلك حتى على كبار الأساتذة من المتخصصين في اللغات الأجنبية مثل ( أ.د. عبدالمجيد الطيب ) - و أنصحك بالاستماع لحديثه بالمناسبة - .
و اللغة الأجنبية علم أكثر منها مهارة، و لهذا خُصص لها كليات متخصصة.
تعلم الأجنبية يؤخذ بالقدر الذي يحتاجه الفرد و لا يزيد فيغلب على لغته الأولى فيستبدلها.
ما حدث هو أن اللغة العربية هي اللغة الأجنبية التي أثرت على لغتي الأم (الأمازيغية) وأصبحت أجيال من بعد أجيال مستعربة لا يتحدون اللغة الأم، بل وحتى يحاربونها ويتنكرون منها وأصبح الجميع عرب فجأة بل وصل بالبعض أن أدعوا أنهم عرب أحقحاح من نسل الصحابة أو الرسول، شيء غريب عجيب لم يحدث له مثيل في العالم!
عن شمال أفريقيا أحدثكم.
كل شعوب الأرض غيرت وطورت لغتها عدة مرات وكل الشعوب العربية لديها لغات محلية وقديمة حتى في شبه الجزيرة، لكن العربية لغة عالمية مع خلفية ثقافية وحضارية ممتدة للالآف السنين فمن الطبيعي تفضيل العربية على لغات شبه ميتة أو محلية.
المشكلة إن أجريت تحليل DNA واكتشفت أن جدك كان أحد الفاتحين (الغزاة العرب)، هذا إن لم تكن أصلا نبطي أو فنيقي!
ما هي اللغة التي كان يتحدثها الأمازيغ (أو أجدادهم) قبل الأمازيغية ؟ولماذا لم يحافظ الأمازيغ على تلك اللغة (إن كانت موجودة) واستبدلوها بالأمازيغية؟
لا أعلم إن كنت حقا لا تعرف أم أنك تتغابى، الأمازيغية لغة أساسية قديمة تصنّف كلغة أفروآسيوية أصلها من أصل اللغات السامية والحامية الأخرى وليست متفرعة من لغة أخرى، ولو قلنا أن الأمازيغ لم يحافظو عليها لما سمعنا بها وما كنا نعرفها اليوم، فاليوم لن تجد سوري يتكلم الفينيقية ولن تجد مصري يتكلم الفرعونية، ولكنك ستجد 20 مليون مغاربي يتلكم الأمازيغية.
20 مليون
لا أظن ذلك، ففي 20 تلك يوجد من يتكلم الشاوية أو القبائلية أو الميزابية أو التارقية .....إلخ
ووجه الشبه بينها قليل جدا لدرجة أنه يستحيل التواصل بينهم.
وكلنا نعلم أن الأمازيغية(مع أنه لا وجود للغة قياسية اسمها الأمازيغية ) التي تتحدثها أنت اليوم ليس لا تشبه التي كان يتحدثها كسيلة أو سيفاقس أو ماسينيسا إلخ.
وحتى تلك الفئة المحافظة (الغير معربة) تجدها في الجبال أو الصحراء، أي المناطق المعزولة.
التعليقات