كيف كان الموقف ؟ هل هناك توتر ؟ كيف تشجعت أدبيا ؟
شاركنا تجربتك حول إلقاء محاضرة أو مداخلة
أعمل حالياً مدرس جامعي ولدي مجموعة من 30 طالباً ألتقيهم مرتين اسبوعياً، هذا ليس الحشد الأكبر الذي ألقيت أمامه، لكنها المرة الأولى التي أقدم دروس أكاديمية.
سبق أن أعطيت ورش عمل ومحاضرات تعليمية غير أكاديمية أمام حشد كبير وأذكر أهم مرة عندما كنت طالباً بالسنة الرابعة في الجامعة وأبلغوني بأن الحضور كلهم من الطلاب.. كانت المفاجأة أن عدد من الدكاترة ورؤوساء الأقسام وعميد الكلية وحتى دكاترة من أقسام أخرى دخلوا المدرج ليستمعون لي.
لا أخفيكم أني تلبكت قليلاً في البداية لأني لم أكن أتوقع هؤلاء وكنت أود أن تكون الأريحية أكبر بيني وبين الحضور من طلاب. زاد الطين بلة أن المايكروفون لم يعمل جيداً ويتقطع كثيراً ما اضطرني للتحدث بصوتي مباشرة والمدرج ممتلئ لأكمله حتى على الأرض .. اعتقد هناك أكثر من 700 شخص يحضرون.. مرت الأمور بسلام لكن خرجت ببعض الدروس منها توقع كل شيء قد يحدث معك وجهز خطة طوارئ.
لي مداخلات كثيرة في محاضرات يلقيها شخصيات عامة كالوزراء وحتى أثناء دراستي بالجامعة كنت أصيغ أسئلتي على شكل مداخلة وكأن الدكتور يلقي مؤتمر صحفي.
الآن لم أعد أرتبك مهما كان الحضور خاصة لو كنت متمكناً من تحضير المادة التي سألقيها جيداً. قبل كل درس ألقي نظرة على المحتوى العلمي لمحاضرة اليوم وأنطلق.
تذكر أن كل شيء تخطط لفعله .. لن تفعله ! فقط فكر بخطوات عامة وأفكار رئيسة .. فكر بأمثلة تود طرحها أو أسئلة .. لكن لا تفكر بكل خطوات المحاضرة تفصيلياً لأنك ستنساها وكأنه موعدك الغرامي الأول.
من الأشياء التي لم أتمكن من احترافها بعد هي إدارة الوقت بدقة .. مازلت أنهي محاضرتي قبل الموعد المحدد أو أركز طويلاً على بعض شرائح العرض ما يضطرني أحياناً أن أستعجل شرائح أخرى أقل أهمية ، هذا يحصل بشكل خاص في التدريب وليس الدروس الجامعية.
أميل لأفسح الفرصة للحضور بالسؤال أثناء المحاضرة وأشجعهم في بدايتها على عدم الخجل مهما كان السؤال بسيطاً
انا من النوع الخجول اي لا احب ان القي خطابات ولكن في مدرستي لايوجد معنى للخجل ابداً كأي شخص منحوس كان فصلي الوحيد الذي مختلط بالأولاد وانا لا احب الاولاد بصفة عامة لانني استحي منهم لا احب التكلم امامهم اي اريد ان اكون خفية فقط
ولكن ذات يوم استاذة الحساب تخرج الطلبة للحل على السبورة وكانت اسئلة شفاهية كان هناك اولاد اكثر من المعتاد فنادتني :بثينة اطلعي وحلي السؤال
ماذا لما انا فجاوبت بدون اي احساس يعني تلقائياً ب:لا
غضبت الاستاذة وقالت ماذا اخرجي حالاً ..فخرجت حتى لا الفت الانظار رغم انني جذبتها بالفعل (كان الجميع ينظر لي ويضحك ) فجاوبت بتلعثم ودخلت والجميع يضحك
كان هذا العام الماضي
وجدت نفسي امام 120 صديق وزميل و كان علي القاء بحث باللغة الفرنسية (وهي لغة التدريس في اغلب الجامعات الجزائرية).
المشكلة الحقيقة كانت في استعمال يداي !!! كنت اشعر وكأن وزنهما تضااعف , تارةً احاول لمس ساعتي و تاة اخرى اشير الى الصبورة .أو ألمس خدي او شعري ههه والله الوضع محرج كثيرًا ..
ولان الفرنسية خاصتي تبدو عادية مقارنة باصدقائي لم يكن هناك مساحة لإبهارهم بأي شيء , فقررت ان ابدو عاديا و استدرت نحو الصبورة ( DATA - Show ) و بدأت أقرأ البحث حرفًا حرفًا .
لم يكن هناك خيار في ذلك الوضع مع الاسف .
التعليقات