ان تشعر بالضياع

لا أشعر أنني قادر على إبداء رأيي بوضوع طالما أن الكلام هو تعبير عمّا يجول في خاطرك وخالي من الأحداث، لكن هذا رأيي ببضعة أمور لربما أكون فهمتها بشكلٍ صحيح من كلامك: أولاً لا أعتقد أن لا أهداف لكِ بحياتك، بل أعتقد أنك وضعتي وتضعين أهدافك دائماً وتريدين جاهدةً تحقيقها، لكن هذا غير كافي لوحده، إن كانت أهدافك بعيدة المنال وتحتاج جهدّاً شاقاً، يجب أن تبذلي جهدك دائماً ولا تنسحبي بسهولة، ومن المهم ألّا تتحدثي عن أهدافك هذه مع الآخرين لأنهم غالباً سيُثبطون عزيمتك، ومن المهم ألّا تكون أهدافك أيضاً خيالية جداً، وأعتقد أنك تعيشين نمط حياة مستقر نوعاً ما ولا شيء يزعجك سوى أمور نفسية لربما، لذا من المهم فعلاً أن تخرجي من منطقة الأمان هذه، وتُنافسي وتعرّضي نفسك للإنتقاد، الأشخاص والدول والحضارات لا تتطور إلّا عبر التنافس حتى لو كان صعباً، لذا إن كنتُ مصيباً في هذا غيّري نمط الحياة هذه، ابتعدي عن الراحة الدائمة لأنها حتى إن بدت جيدة بوقتها إلّا أنها ستتسبب بإعطاءك هذه الأحاسيس بالفراغ واللامبالاة على المدى البعيد، لذلك حددي أهدافك بجديّة، لا تخبري أحداً عنها، تشجعي وابدأي فيها حتى لو كان ذلك سيؤثر على راحتك، وكوني واثقة أنك ستفشلين أحياناً وهذا أقل من عادي، لكن لا شيء بالحياة يعطي سعادة أكثر من شعور الرضا عند تطوير أنفسنا أو تحقيق إنجاز ما، وأيضاً لا تركّزي فقط دائماً على هدفك، بل من المُستحسن أن تنسيها أحياناً ثم تعودي لها بنشاط أكبر، أعرف دائماً أنني كلّما بقيتُ مركزاً على هدف واحد أفقد اهتمامي فيه تماماً أو لا أحقق الإنتاجية المطلوبة، لذلك أقوم وأفعل أشياء بسيطة تعطيني سعادة نوعاً ما أطبخ أو أصلّح غرض أو ألهو حتى أن ممارسة الأمور العادية في الحياة قد تُلهم بأفكار غير مُتوقع قدومها في هذه اللحظة، أهم مافي الموضوع برأيي هو الخروج من منطقة الآمان وكبح رغبة الدماغ الذي يقول ولمَ هذا التعب طالما أننا نعيش بآمان؟ متى ما فعلتي هذه الأمور ستستعيدي ثقتك بنفسك ولن تشعري بالفراغ، وستتحسن نفسيتك وتتعاملين بشكل أفضل مع مشاعرك ومع من حولك.

عذراً على هذا الرد المُلخبط لكنني كتبته بعين مغمضة، ولا أعرف إن استطعتُ فهمك :")