من مساؤي ومحاسن الحظ الذي يختارك لتعيش ، هو أنه لا يمكّنك من اختيار منطقتك أو مساحتك الخاصة بك أو أن تكون شيئا تريده أنت في البداية بالضرورة.

بل يختار كل شيء بعشوائية.

وأنت بعد ذلك تقرر كيف ستمضي وكيف ستسّير حياتك ومستقبلك !! +بالتشارك مع بيئتك أحيانا.

لذلك فإننا كعرب نطمح وطمحنا إلى الكثير بل وأكثر من الكثير عند بعضهم

وقد كنت أرى أن المصائب والبلوى وكل الأمور اللعينة التي أصيب بها عالمنا العربي هي أجمل ما تكون عليه الأمور فيعجبني كيف يستمر الظلم والاستبداد والحقارة كي تخرج جذورها للعلن وتصبح مكشوفة بلا ظهر وتطير في الهاوية دون أن تدري.

يعجبني وجود الانهيار لأنه أول أساسات البناء الصلب.

ولكني أعلم أن هناك الكثيرين لا يحبون الانتظار، ولا يطيقون الصبر ولا يحتملون البقاء، وفكرتهم نظريا تتعارض مع فكرة التمدد بقوة، وهم يريدون إما المواجهة أو الهرب.

وأكثرهم انتهوا بالهزيمة أو واجهوا الهزيمة فقرروا أخذ الطريق الثاني وهو الانسحاب .

ويدهشني أن أكثر من يريد الانسحاب هم هاربون، وذلك أمر غير صحي!!

ولكثرة ما واجهت ووجدت من أشخاص يهتمون بالانسحاب والذهاب لأوربا أو المناطق المستقرة في الشرق والجنوب الآسيوي أو في كندا وأخواتها ونيوزلنده وأخواتها...الخ

فإن هذه الظاهرة إن لم تكن منظمة ومخططة في إطار مادي ومعرفي ونتاج أصلي أساسي وفي قوائم منهجية للعمل خارجيا أو داخليا، ومنها أيضا تنظيم ودعم الحالات الإنسانية ، والتكافل والتكامل والصعود بالمهاجرين إلى أعلى المستويات العلمية والفكرية والمهنية كي يكونوا سفراء + إذا رجعوا لبلدانهم يكونون سعداء بما يقدمونه من خير.

فالأمر أشبه بابتعاث مدروس ، حيث يوقع المهاجر على وثيقة معينة تخبره بما يتوجب عليه في الفترات المحددة ويكون مطلعا على القوانين الرسمية الأساسية

وقد أسميت هذا المشروع المستقبلي بـ:

منظمة الهجرة العربية

وهدفها هو تسهيل وتنظيم الهجرة لعدد من البلدان لدعم كافة الأطراف وتقليل الأضرار بالذات من الأشخاص القادمين من مناطق الصراع والنزاع ، أو القادمين من مناطق الفوضى والهدر والظلام.

وتقدم كافة التسهيلات من مادية ومعنوية وتؤسس لعالم عربي راجع للتقدم والازدهار،فهي كالحاضنة أو الحاوية منذ بداية الهجرة إلى لحظة العودة.

"بالمناسبة أعلم أن الفكرة طامحة وحالمة في السماء ، ولكن حتى مع ذلك فإنها بالأهمية الشديدة ، حيث أن العرب يقدرون بعشرات الملايين في الغرب والشرق ولا يفكرون بالعودة لبلادنهم

وأيضا مثلهم غرباء في أوطانهم ويريدون الحصول على فرصة ويريدون الخلاص من الجحيم وإنشاء مستقبلهم الخاص، أيضا إبداعات وإنتاجات العرب تحتاج إلى مصلحة تدبير لها منذ خروج المهاجر أو من أول خطوة يخطوها خارج بلاده،فكلنا نعلم أي قدر تكون الهجرة خير معين للعقل المهمش، ولكن المشروع لن يكون خفيف المادة ، فهو بالتأكيد مشروع استثماري طويل المدى ويحتاج إلى أصول كبيرة، وأنا مدرك جزئيا للمخاطر التي يمكن أن تقع"

إذا فمن أين نبدأ؟

وما هي اقتراحاتكم ومرئياتكم؟

ومن منكم يفكر بالهجرة؟

وما هو الأنموذج الورقي الذي تعتبره كجواز سفر للأشخاص الراغبين في الهجرة؟

بمعنى لو كان بإمكانك كتابة صفحة تريد اكتشاف المهاجر منها وترى مقدار استحقاقه لذلك ، كيف ستكون هذه الصفحة؟