اصبت منذ فترة بما يعرف ب"مسمار اللحم" و اللذي لا أدري حقاً ان كان هذا هو اسمه العلمي ام لا... وهو ما اضطرني "مجبوراً" ان انقع قدمي خمس دقائق كل يوم في الماء قبل تطبيق العلاج.

في البداية، فكرة "خمس دقائق ليس عليك ان تفعل فيها شيئا" كانت مرعبة بالنسبة لي... انا احد اولئك الاشخاص الذين لا يمتلكون وقتاً فارغاً اطلاقاً، اي انني انتقل من المهمة الى الاخرى مباشرةً دون استراحة، احادث صديقي ثم اشاهد فيلم، ثم اكتب، اقرأ كتاباً، انام، استيقظ ثم اتناول الفطور... لا فراغات بين المهام نهائياً

وفكرة ان اضطر للجلوس في الماء، دون حمل هاتفي واستخدامه "خوفا من ان يسقط في الوعاء" بدت ضربا من الغباء عندما اخبرني الصيدلاني بها... وكنت اريد ان يصف لي علاجا اخر، دون فائدة


في اليوم الاول

كان الامر اقرب الى التعذيب... ضع قدمك واسترخي... وقريبي جزاه الله خيراً اجبرني على الجلوس دون حراك حتى تنتهي المدة المحددة... طوال المدةالتي كنت اجلس فيها مغمضا عيني اعد الثواني لتنتهي الخمس دقائق كنت افكر في اطنان المهام التي كان بامكاني انجازها... من الممكن ان اكتب، أقرأ عدة مقالات، او حتى ان اشاهد فيديو او اثنين على اليوتيوب

كل الافكار عن المهام تلك كانت تندفع الى رأسي معاً وتسبب الما نفسيا لا يوصف لمدة خمس دقائق متواصلة، الى ان تأتي تلك اللحظة الرائعة التي خرجت فيها من الماء ونشفت قدمي ووضعت العلاج، ثم عدت لانفذ كل ما في رأسي مثل المجنون

اليوم الثاني

كان الوضع أفضل قليلا، استطع ترتيب الافكار في راسي بشكل افضل، رتبت المهام التي علي انجازها بشكل منطقي وحسب اهميتها، وبدأت في الشعور بالراحة الى حد ما

لم يططل الوقت حتى انتهت الخمس دقائق، شعرت بها الى حد ما ولكن لم اكن اتعذب كما في المرة الاولى

اليوم الثالث

بدأت الخمس دقائق تؤتي ثمارها، واصبحت امطها واطيلها على راحتي، اجلس هناك فقط دون فعل شيء، افكر في امور الحياة، اضع السيناريوهات، استرخي، اغمض عيناي، واعود للحياة وكأنني انسان جديد


اصبحت الخمس دقائق هذه ما يشبه العادة اليومية التي علي فعلها، ولحسن الحظ ان العلاج فترته ليست بالقصيرة وعلي تكراره لما يقارب الاسبوعينظن وهذا ما سأستغله الى اقصى المراحل

على مدى ثلاثة ايام، ضحيت بما يقارب النصف ساعة على مجال خمس الى ست دقائق يومياً، وهذا ما اختلف في روتيني اليومي بسبب الخمس دقائق هذه:

  • اصبحت اقدر الوقت بشكل دقيق، واستطيع معرفة الوقت التي تحتاجه كل مهمة يومية بالظبط

  • ازدادت قدرتي على تحمل الفراغ، وهو ما كنت اعاني منه لوقت طويل

  • اصبحت اقدر على تحديد اهمية كل مهمة في يومي ومتى يجب علي تنفيذها

  • على الرغم من انني اعتبر نفسي انساناً هادئاً، الا ان هدوئي ازاداد كثيرا بعد هذه العادة


جرب اليوم ان تجلس خمس دقائق دون فعل شيء، وشاركنا افكارك وماذا حصل معك بعدها، وما رأيك بهذه الاضافة للروتين اليومي، اتعتقد انها مفيدة؟ وهل ستتبعها؟