اليوم وبينما كنت جالسة وسط مجموعة من صديقاتي نتجاذب أطراف الحديث وكنت انصت إليهن دون مشاركة مني وإذ تلتفت إليّ أحد صديقاتي وتهتف لي بشكل مباغت "لماذا أنتِ هكذا.. صامتة طوال الوقت؟ لا رأي لكِ ولا كلمة" وهي ذاتها من قالت لي منذ فترة أنها تتمنى أن يكون لها يوماً ابنة تشبهني بهدوئي!
ومض في بالي مواقف واسئلة مشابهة كان هدوئي هو المطروح فيها..وللحق لم يهمني ما تفوهت به لأنها ببساطة تناقض ذاتها ولكنني مع ذلك أوضحت لها بهدوء أنني أفضّل أن احتفظ بآرائي عندما أجدها ستقابل بنقاش عقيم لا جدوى منه وأنني لست مضطرة لإضاعة وقتي في شرح أفكارٍ لن تفهمها عندها ارتبكت قليلاً وضحكت وبدأت تتكلم بموضوع مخالف تماماً لسابقه لأنها تعلم جيداً أنني قليلة الكلام وكثيرة الإنصات وربما فقط أرادت معرفة ما يدور في خلدي.
ولكن يبقى السؤال معلّقاً دون إجابة.. لماذا يعامل الهدوء على أنه ضعف؟
كثير ما يقال عني كـ شخص هادئ أنني انطوائية وحتى أنني أوصف في بعض الأحيان بالتكبر فكل شخص تختلف نظرته للأمور
ولكن لماذا لا يعتقد ببساطة أنني أحب الإنصات أكثر من الحديث وأنني وإن كنت صامتة فإن لي أفكار وآراء ومعتقدات مثلي مثل أي شخص ولكن الفارق أنني أفضل الصمت فمنذ أن كنت صغيرة كنت قليلة الكلام وزاد هذا أكثر وأكثر كلما كبرت وكلما نظرت حولي ووجدت عدداً لا بأس به من الأفواه الناطقة برؤوس فارغة.. ومع ذلك، إن هذا لا ينفي أن أشارك آرائي وأفكاري مع من أجد أنهم سوف يفهمونها ومع من ارتاح معهم في الحديث
التعليقات