وتتوقف الذاكرة ولا تعطي اي اشارة. لليد فيتوقف القلم وتبقي الصفحات. بيضاء.الذكريات لا تريد تلطيخ البياض.فلتبقي بيضاء فالبياض له. حلاوة لاتتذوقه الا العين وحتي الصفحات البيضاء لها ما تقول .الشجرة بالفناء وضعت يدي عليها .وضعت يدي علي حلم لم يتحقق بل تحقق بمكان مغاير .فيه روائح الماضي فيه الامتنان لأهلي. فيه من لا ينكر الجميل فيه من لم يغيرهم الزمن. .أناس رغم فراق السنين ومشاغل الحياة لا زالوا ممتنين لاهلي. يطلبون لهم الرحمة التي بخل بها عنهم القريب.هنا يعود الماضي الجميل. هنا الزمن توقف .ولكن ما ان تترك يدى الشجرة . حتي اري بعد المسافة اري فوضي الحياة .ارى الواقع المعاش..
وتتوقف الذاكرة
كلمات تحمل في طياتها شجن الذكريات وعمق التأمل في الحياة والزمن! نصك ينسج لوحة شاعرية تحمل شجن لطيف حيث تلتقط لحظات التوقف والتردد بين البياض النقي للصفحات والذكريات التي ترفض أن تُكتب، كأنها تخشى تلويث نقاء الماضي. وصفك للشجرة في الفناء، تلك الشجرة التي تمثل جسراً إلى حلم لم يتحقق بالشكل المتوقع لكنه وجد طريقه في مكان آخر، يحمل رائحة الماضي والامتنان للأهل، وهو تعبير رائع عن الارتباط العميق بالجذور والذكريات الجميلة. إشاراتك إلى أناس لم يغيرهم الزمن، الذين لا يزالون يحملون الامتنان والرحمة في قلوبهم رغم فراق السنين، تضفي على النص دفئاً إنسانياً يقاوم قسوة الواقع.
ما كتبته يلامس القلب حقًا ويعبّر عن تلك اللحظة النادرة التي يتوقف فيها الزمن وتغمرنا الذكريات بحلاوتها ومرارتها معًا أؤمن أن لكل واحد منا شجرة ما أو مكان ما يحتفظ داخله بذاكرة خاصة لا تشبه سواها لحظة نستعيد فيها أنفسنا الحقيقية بعيدًا عن فوضى الحياة وتسارع الأيام أحيانًا مجرد لمسة بسيطة أو عبير قديم يعيدنا لطفولتنا أو لأشخاص أحببناهم وغابوا لكن بقي الأثر الجميل معهم نتعلم أن البياض لا يعني الفراغ بل قد يكون امتلاءً من نوع آخر امتلاء بالسكينة بالامتنان بالحكمة التي يمنحها مرور الزمن السؤال الذي يخطر ببالي دومًا كيف نحافظ على هذا الصفاء الداخلي ونحن نعيش في عالم يجرنا للفوضى دون توقف؟
التعليقات