أريدُ أنْ أظلّ أتأرجحَ على حافَّة ذلك الوجع الغامض
المُلقّبِ حبًّا .. كي أظلّ أكتبك حتَّى النَّفس الأخير لمحبرتِي.
#غادة_السمان
ارتطمتُ صدفة بهذه القطعة الفنية ..
و وجدتها تصفني بقوة، تعنيني كثيرا..
أقتات اليوم على بقايا قصتنا المنتهية ، على رماد كل ما احترق بداخلي و ما احترق مني و منك و من حواف قصتنا ،تلك التي لم تبدأ يوما، كانت مجرد نهايات متوزعة على شكل بدايات
●02 مايو 2023
غابرييل
الطقس حار هنا و كأنه يحاول بكل مايملك أن ينتقم من الشتاء و ينسينا في أيامه الباردة...
و لكن ما الشيء الذي بمقدوره أن يُنسيني فيكِ ؟
حين حاولتُ أن أكتب لكِ آخر مرة أدركتُ أني لم أعد قادرا على الكتابة مجددا، غادرني ذلك الإحساس الذي كان يسبق كل رسالة إليكِ ..
أحسستُ أني مقبل على كتابة أي شيء عادي، إلا الكتابة لك .
ستة عشر يوما أو أكثر مرت على عيد ميلادكِ ..
لم أكتب لكِ شيئا، لا أُنكر أني إنتظرت الرابع عشر بفارغ الصبر، لا أُنكر أني أردتُ أن أُفاجأك بشيء، ولكني ألغيتُ كل ذلك حين تذكرتُ متأخراً و مثل الأحمق أنه لم يعد لي مكان بحياتك ...
لم يكتمل القمر هنا بعد، إنقضى رمضان، و مر العيد أيضا و لم أستطع أن أمرر قصتنا بتلك البساطة، كل الأحداث ماتزال عالقة بقلبي و ببعض التطبيقات بهاتفي، تطبيقات لم يُسعفني قلبي لحذفها، مثلَ ذاكرة أُخرى أو نسخَة ثانية أحملُها معي طوال الوقت، ترافقني أينما حللت.
لم أُعايدك مثلما اعتدتُ سابقا..
لم أشارككِ صورا لجدتي و هي تمارس إدمانها الصباحي لكل ما هو تقليدي، من فطائر و حلويات تزين بها صباحاتنا ..
أذكرُ أنكِ و في آخر رسالة لكِ، طلبتِ مني و ترجيتني الإبتعاد و أنتِ موقنة أني لن أكون قادرا على فعلها.
حاولتُ مراراً و تكراراً أن ألغي جزءا من ماضينا المشترك، أن أبحث عن شيء آخر ينسيني في وجودك، و يقلص مسافات البعد و الشوق بيني وبينك .
كان علي أن أفعل، و لكن صدقيني لم أجد مخرجا أو حلا وسطا لمعضلتي ..
بل لمأساتنا نحن الإثنين.
فهمت منكِ بآخر مادار بيننا أنكِ الآن تعيشين حياة أخرى مختلفة عما أعيشه، بالرغم من بوحك الواضح بين سطور آخر رسالة عن حبك لي الذي ما يزال موقدا و لم تخمد ناره بعد.
سعيد و حزين بنفس القدر
مازلتُ أشغل حيزا بقلبكِ، مازلتِ تحبينني، فلماذا إخترتِ أن تستأصلي مشاعرك و ترميني من حياتك بتلك الطريقة.
أعرف أن حبي ما يزال يؤرقك بنفس القدر الذي يؤلمني و يعذبني كل يوم.
أعرف هذا جيدا و لكن ما الفائدة، فقد إخترت طريقك بدوني منذ زمن.
أنا اليوم ورقة خريف وسط عواصفك، قارب محطم بقلب محيطاتك، يا تُرى ما الذي زرعته لأحصد كل هذا الحطام؟
لا أدري.
شعرت باختناق مفاجيء...
شيء غريب كان يشد على صدري بقوة كلما توغلت في ذكراك.
صعدت السلالم نحو السطح بصعوبة، كان الليل قد أسدل أوشحته على المدينة.
لأول مرة أجدني عاجز على التحديق إلى السماء و تأمل النجوم أو تفقد القمر، حائر، مبعثر و مشتت إلى حد كبير.
لستُ بخير، هذا ما أحاول أن أنقله عبر كل حرف، لست بخير يا صغيرتي...
أحس ببرود يجتاحني و انت بعيدة عني، دون أخبار منكِ دون رسائل مفاجئة.
لقد بتت أخاف الصعود إلى السطح، اخاف التحديق بالسماء، كلها أشياء تذكرني بك و بصوتك و بتلك الأمسيات الدافئة..
ألتقط أنفاسي، بزفرات طويلة طُول الفراق و البعد بيني وبينك.
آه.. ما أجملها من أمسيات تلك التي جمعتنا ذات يوم يا غابرييل.
لم أكن أشعر بالوحدة في وجودك ، بطريقة ما كنتِ تسحبينني من مدينتي، من كآبتي و حزني و تطيرين بي نحو عوالم من الحب و الجمال و السعادة الغامرة .
كنتِ أول من يفعل ذلك، و كنا أول حبيبين يصعدان إلى القمر.
أنا اليوم وحيد جدا نجم متهالك بفضائك، لا شيء يدهشني أو يطردني خارج قضبان هذا الجو الكئيب الذي يحيطني بهذا المساء الذي لا يشبه أي مساء كنته بجانبي ..
الكثير من التفاصيل أرهقتني، غيابك، و إنقطاع أخبارك و رسائلك، كان وجودك إحدى النعم التي لم أستشعرها إلى بعد غيابك.
أُقَلبُ بريدي الإلكتروني في ملل..
رسالة ضالة وصلتني من شخص غريب
لم يحدث أن جمعني به حديث من قبل..
فتاة شقراء كما تبدو بصورتها على البريد الإلكتروني.
لم أتعود أن أتلقى من غيرك رسالة على بريدي الإلكتروني، كنت الوحيدة التي أقلب لأجلها بريد رسائلي على أمل رسالة أو رصاصة أو أي شيء منك.
كان اسمها آنجيلا، بعد نظرة خاطفة أدركت أنها من تلك الفتيات اللواتي صرنا مؤخرا يتربصن بالشباب العربي و يغرينهم بامتلاك ثروة من ميراث أزواجهن بعد الوفاة و حبهن لتوريثها لهم.
اه يا للمهزلة، لا ادري لما ينظر الينا الغرب بهذه الطريقة، أيصل بنا الغباء لهذه الدرجة أن نصدق شيئا كهذا ، حمق كبير هههه..
حساب ملغم، ينتحل أحدهم شخصية أخرى ..
غير مهم ..
غابرييل
أُصدقك القول ما يهمني أني أحسست بل تمنيت لو كنتِ صاحبة الرسالة، لو اخذتِ إسما مزيفا و أرسلتها إلي ..
كانت الرسالة قريبة إلى قلبي، كنتُ أعرف أنكِ لستِ صاحبتها و لكنني كنت أُغفل عقلي عن هته التفاصيل و أحاول اقناع نفسي بأنكِ المرسلة.
قالت فيها مثلما كنتِ ستقولين ربما ..
مرحبًا، لقد مرت شهور الآن، وكنتُ أتساءل عما إذا كنتَ بخير ولم تتواصل معي.
كان لدي إرتباط عاطفي بما كان بيننا وأفتقد التحدث إليك كل يوم.
هل الأمور على ما يرام عندك؟
آمل أن تسير الأمور بشكل جيد بالنسبة لك. إذا لم يكن الأمر كذلك، فسيكون من الجيد حقًا أن نتحدث في يوم من الأيام أو نتناول القهوة علنا نفهم السبب في الصمت المفاجئ بيننا بعد محادثاتنا الأخيرة.
كان يجب أن تخبرني إذا كان هناك شيء خاطئ.
أعلم أن الأمور إنتهت بسرعة، ولكن ليس من اللطيف أن تغادر دون أن تخبرني بشيء صريح بعد محادثاتنا عبر الإنترنت.
لقد اختفيت فجأة، لا أعرف حتى إسمك الحقيقي أو مظهرك.
فقط بريدك الإلكتروني من موقع المواعدة القديم كل ما اعرفه عنك.
كن صريحًا، هل اختفيت لأني أظهرت لك صوري المثيرة وطلبتُ أن نكون أصدقاء ؟
ضحكت من تلك النهاية الخيالية، لا أذكر أني تحدثت إليها سابقا و حدث و أن شاركتني صورا كما تقول، يا لوقاحتها
لم أعرف من قبل هكذا أنواع، كنت أعرف جيدا كيف اتصرف مع هذا النوع من الساقطات .
لم يحصل أن تعرفت على احداهن او كونت صداقة او علاقة معهن، لم أكن أجيد الركض وراء المكعبات، لهذا كان من الغريب أن تراسلني هته الفتاة و بهذا الوقت الذي كنت بحاجة ماسة إلى رسالة منك أيتها الشقية ..
لقد أتت في وقتها تماما
بالرغم من اختلاف بعض التفاصيل، رغم ظروفك التي لاتسمح بمراسلتي، و لكنني أحسست بأنك تتساءلين بداخلك عني بنفس الطريقة ..
ياترى ماذا يفعل صغيركِ ؟
و لا أدري إن مازلت تمارسين عاداتك القديمة في التجسس علي؟
أتمنى أنكِ تفعلين.
، لأن كل ما أكتبه مؤخرا كان لكِ و لأجلكِ و بسببكِ أيضا يا قلبي.
لم يعد بمقدوري الصمت و لا البوح، أتعبني كل شيء اليوم...
أظن أنكِ سعيدة الآن بجانب ذلك الأشقر الذي سبقني إليكِ، سعيدة جدا.
عكسنا بالمجتمعات العربية هو يقدس المناسبات، ولا اظن أنه نسي عيد ميلادك مثلما فعلتُ أول مرة ...
مازلت أبتسم لتلك الذكرى.
أذكر غضبك الغير مبرر، كنتِ تعنين لي الكثير حينها و لكني لم أكن أحبك على ذلك النحو الذي كنت تفعلين، كانت معرفتي بك في بدايتها، كنتُ حينها كالمغفل أنكر كل كلمة تقصدينها و أقول:
لا هي لا تقصد هذا، لا أظن أنها تحبني ..
نحن مجرد أصدقاء ..
الكثير من الفوارق من الحواجز بيننا كانت تقودني لتلك الأجوبة الجاهزة مسبقا بعقلي ...
كتلة من الأسئلة أنا اليوم، دون أجوبة تخفف عني وطأة الأيام بدونك .
لماذا لم نلتقي؟
آرثر
#موساوي_عبدالغني