الراحمون يرحمهم الله ❤️


تأخرت اليوم-الجمعة- عن حافلة الذهاب إلى المسجد ، فقطعت نصف الطريق إلا قليلا سيراً على الأقدام، كانت الريح شديدة أقرب إلى موجات باردة متتالية تدفعنى إلى الأمام دفعا بعنف ، فى الطريق إلى المسجد لمن يكن هناك أى أحد كان الطريق خاليا ، ألهج لسانى بالصلاة على النبى وآل بيته الأطهار ، فهى رفيقة القلب واللسان بالليل والنهار ، حملت الرياح إلى أذنى صوت الآذان الثانى لصلاة الجمعة معلنة -الريح- عن صعوبة اللحاق بخطبة الجمعة ولربما الصلاة أيضا ، إشتدت الريح حاملة معها مزيداً من الأتربة والتى سرعان ما إخترقت أنفى سالكة طريقها بسرعة إلى الرئتين مسببة ضيقا فى التنفس ، هذا ليس عناء يا فهد مررت بما هو اصعب ، تلك اللحظة كان عقلى هو من يخاطبنى و يذكرنى بسورة الحاقة ((وَأَمَّا عَادࣱ فَأُهۡلِكُوا۟ بِرِیحࣲ صَرۡصَرٍ عَاتِیَةࣲ) ، اعوذ بالله من الريح الصرصر العاتية ، لم أدر ما الذى دفعنى للإلتفات إلى الخلف مرة واحدة ، كانت سيارة العاملين الصينيين على بعد أمتار قليلة ، بعد ثوان توقفت السيارة بجوارى ، فتح السائق باب السيارة و دعان إلى مرافقته - لعله اشفق على - صعدت إلى السيارة جاذبا خلفى الباب بقوة ،شعرت بأن الريح تكاد تخلع الباب من مفصله ، أشار السائق إلى المسجد الكبير ، هززت راسى بنعم ،ثم أوصلنى بالسيارة إلى باب المسجد ، قلت له باللغة العربية شكراً ، قال فى إنجليزية you're welcome ،

لم اعرف كيف ادعوه الى المسجد لعل الإسلام دخل إلى قلبه ولكن لم يدرك بعد ذلك ، فالراحمون يرحمهم الله ❤️