هوّن عليك يا صديقي

لا تقسو على نفسك ولا تضعف إلى الحد الذي يجعلك تفكر بمثل هذه النتائج

جميعنا نتعرض لتضاد رغباتنا وإصطدامها بما يريد الأهل، هل لي أن أسألك في أي عام أنت؟ أقصد في أي سنة دراسية تدرس الأن.

أنا على صعيد شخصي كانت لي نفس التجربة لمدة عامين، لم أحب المحاضرات ولا التخصص وكنت أشعر بغربة دراسية وذاتية في إيجاد نفسي لكنّي كنت مضطر لهذا التخصص، حاولت إقناع أهلي بهذا لكن دون جدوى وفي مرة كنت سأتصرف من وراءهم وأحوّل تخصصي دون معرفتهم لكنّي أكملت التخصص وتخرجت منه والأن لا أشعر بالندم على ذلك إطلاقاً.

تسمح التجربة لنا بكشف مدى تحملنا وأن كل الأمور تبدأ مشكلتها في نظرنا نحن للأمور.

لا أقول لك ألّا تحاول إقناعهم بتغيير وجهتك وتخصصك بل حاول وإجعل كل من يستطيع التدخل بالإقناع التدخل، قم بتحدي يثبت لهم رغبتك في تخصص آخر، قارب الأمور ووازنها.

لكن أيضاً في حال لم تستطع (وهذا ما حدث معي) لا تفكر في أمور مثل الإنتحار، كما حاولت معهم تغيير التخصص، حاول أيضاً مرةً أخرى تقبّل التخصص لكي تتحرر فيما بعد وتستطيع دراسة ما تشاء، وفكّر ربما لو تقبلت التخصص ومجالاته لا يكون بهذا السوء.

بعد سبع سنين من دراسة الطب

لا أعلم في أي مستوى تدرس حاليًا ، لكن لنفترض أنك قدرست كثيرًا في التخصص ولم يبقى إلا القليل ، فهنا تذكر عزيزي أن الله لا يختار لنا إلا الخير، ولكن بشرط أن نرضي، وأن نحول هذا الرضا إلى واقع عملي؛ لنتمكن من النجاح في هذا التخصص، فليس من الحكمة أن تضيع تعب سنوات الدراسة، وتجعليها هباء منثورًا

توقف عزيزي عن الرسائل السلبية التي ترسلها إلى دماغك بأنك تكره هذا التخصص وقُم بإستبدالها برسائل إيجابية، مثل: أنا أحب تخصصي وسأبدع به .

مؤخرا بدأت أفكر بالانتحار

لا تُفكر أبدا في هذا الأمر ، لا شيء هناك يجعلنا أن نفكر في الانتحار مهما كان السبب ، فنحن لا نملك اختيار الرحيل إلا في وقت يقدره الله لنا ، كما حاول أن تتحدث مع أحد من أسرتك، أو من تثق فيه ، حاول أن تفرغ نفسك

فالتفريغ النفسي في حد ذاته يخفف من وطأة الأفكار الانتحارية .

أتمنى لك السلامة و التوفيق،،

الطب مجال جميل جدا، أعرف شخص مر بمثل هذه التجربة سابقا وتولدت لديه مثل هذه المشاعر السلبية، لكنه تغلب عليها بالإرادة والقوة، تذكر أنك في فترة امتحانات، والضغط والتعب يجعلك تسأم من كل شيء وتفكر في الترك، وهذا يحدث معنا جميعا ونسأل انفسنا، لماذا نضطر لتحمل كل هذا؟ ونحن نستطيع التخلي عن كل شيء، لكنها مشاعر ناتجة عن فترة ضعف لا غير.

أما عن القرار الذي تتحدث عنه يمكنك التفكير فيه ودراسته عندما تكون حالتك النفسية جيدة، لكي لا تندم مستقبلا، مع أننى أشعر بأنه لم يتبقى لك الكثير في المجال، يمكنك اكماله ثم إذا فكرت ورغبت في مجال آخر يمكنك تغييره "وهذا لايعتبر ضياع وقت، بل إذا تخليت عن كل شيء عن السبع سنين هو الضياع".

إضافة لذلك الطب يفيدنا جميعا سواء لأنفسنا أم الأشخاص حولنا أو حتى الناس، فحتى لو غيرت المجال ستستفيد من دراستك هذه.

سأخبرك بتجربتى قليلا..

اخترت مجال دراسي في الجامعة لم أكن أحبه أبدا، عند اختياره كان اختيار مؤقت.. على أمل أن أعيد الامتحان وأغيره.. لكن للأسف لم يحدث ذلك وأكملت في المجال وأحببته آخر سنتين "سألت الأشخاص لماذا تحبون هذا المجال وعرفت ايجابياته كلها وأنه يستحق رغبتي في دراسته وأحببته.. بعد ذلك تغيرت جميع النتائج وأصبحت من الأوائل مع أننى لم أكن أفهم الكثير.. وفي الأخير تخرجت.. بعد ذلك توظفت في عمل لا علاقة له بالمجال.. لكننى مازلت أستفيد من كل خبرتى في المجال الأول"لأنه مجال أشبه بمجالك يمكن أن أستفيد منه لنفسى".

أعتقد هذا الشعور يزداد فقط في فترة الامتحانات، ضغط الامتحانات والمسئولية مع الراوندات والعملي والشيت تشعر وكأنك غير موجود، لذا الامر سيخف تدريجيا مع مرور الوقت، وبمجرد التحاقك بالامتياز، ستجد الأمر أصبح أخف وليس بنفس المقدار من الضغط.

لكن عليك اختيار تخصص تحبه، احرص على ذلك، فالتخصص الذي ستختاره سيحتاج منك دراسة بعد ذلك سواء من ماجستير أو زمالة، فحتى لا تكون هذه الدراسة ثقيلة عليك ويمكنك التقدم بها.

دراسة الطب أمر ممتع لكن فترة الامتحانات مجهدة كثيرا، وخاصة لطول فترة الامتحانات والتي تصل لأكثر من شهرين وحتى في ظل النظام الحديث من شيتات وغيره تجد نفسك طوال العام بضغط الامتحانات، لذا ابشر الوضع سيختلف طالما انتهيت من الدراسة.

وستجد المتعة بعد ذلك في دعوة مريض لك، وعندما تنقذ أحد من على حافة الموت، وخاصة عندما يوفقك الله وتفتتح عيادتك الخاصة ستجد الأمور تتحسن تدريجيا.

بالتوفيق