بعد مدة من تعافيك ستمشي وسط الناس متقززا من نظراتهم المزيفة لحديثهم البارد كأنك عشت كل شيء تشعر بصرخات في داخلك بأنك لايبنبغي ان تكون وسط حثالة مشاعر مزيفة ينبغي ان تكون حقيقة لا وهما يبنبغي ان تشعر بصدق المشاعر يدفئك لا ان يقززك اخبرني ماذا عشت حتى نفرت من المجتمع كله؟
انا انتمي لنفسي فقط 🙊
لم انفُر من المُجتمع أو كان هناك شيء يجعلني أنفُر من الطبيعي أنّ بعض التجارب في الحياة تكون بديهية وبعضها غريب ..
إذا أخذنا الامر من زاوية منطقية فالبشر نوعان برأيي ... يوجد في الحياة أشخاص الشرّ مُرّكز فيهم لدرجة أنّه احتل كل تفاصيلهم .. لدرجة أنّك تجدين أن كل شيء فيه إشارة شرّ ... مجرد وقوع نظرك عليه يشعرك بعدم الراحة بمغزاها النفسي وليس الشكلي .. نفور ، ارتداد من طاقة شريرة منبعثة منه .. شيطان .. المفهوم النقي لكلمة الشر اللي تخلّي اي خير بداخله يتحول لمجرد شوائب لا اكثر
والعكس صحيح
يوجد في الحيان أناس يكونون كُتل خير تسعى لدرجة قد تُشعرك بالشك ... كل شيء فيه خير، ملامحه، شخصيته، كينونته، تصرفاته، اندفاعاته في التعبير بما معناه خير حقيقي غير مُهذب بتأثير خارجي بما معناه مفهوم الشر عنده غير مُدرك ، والشر عنده شوائب في إناء كبير من الخير .. شرّه سببه أخطاء أكتر من دوافع..
النموذجين الاستثنائيين دول موجودين فعلاً في الحياة ، لو شفت او اتعاملت مع أحدهما فقط ، ممكن يسببلك اختلال كامل في ادراكك لطبيعة الحياة ، وتاخد انطباعات مشوّشة بالكامل ( التعامل معها انها شرّ محض أو خير محض ) ..
ولو كنت محظوظة انك اتعاملت معاهم الاتنين فحتماً سيلازمك شعور دائم انك خضت تجربة غريبة جدا في قمة التناقض وقمة التطرّف ، لدرجة انك رأيت اللونين الاساسيين ( ابيض واسود ) بوضوح ، وبينهم توجد ألوان أطياف البشر كلها اللي بتشوفهم في حياتك ، اللي الخير فيهم عايم ع الشر ، والغلط ع الصح ، في أنماط وتجليات مختلفة واستثنائية لكل فرد ولكل موقف وتحت كل تأثير ..
لذلك لا يُمكننا النفر من المُجتمع بسبب تأثير بعض الأشخاص علينا أو مَن هم حولنا أو من خلال بعض المواقف ... التعميم في هذه الحالة خاطئ
يبنبغي ان تشعر بصدق المشاعر يدفئك لا ان يقززك
يبدو انكِ خضت تجربة قاسية وهنا عليك التسليم لخياران أولهما هو التقبل، التقبل دون اتخاذ أحكام ودون غلق كامل المنافذ أمامك من تجربة واحدة.
احتمال وجود الشخص السيء والجيد في عالمنا اليوم هو متساوٍ بشكل تقريبي، أو ربما داخل كل شخص جيد نطفةً سيئة، وداخل كل شخص سيء نطفةً جيدة، فلا نعلم من نخالط إلا بعد مرور الوقت والوصول إلى مواقف نستطيع من خلالها التفريق بين الأمور وبين الأشخاص، إذا تقبلت هذه الفكرة أظن أنه يمكنك تجاوز الكثير فيما بعد والعيش باجتماعية تقديرية تستطيع تقديرها حسبما شئت.
أما الخيار الأخر وهو الأصعب وعليك من خلاله أن تقدر على اكفاء نفسك بشكل لا يستطيع فعله إلا شخص يريد أن ينعزل بشكل كامل عمن حوله، خيار العزلة والنفور من المجتمع كله خيار مسؤول قد يودي بك إلى منافذ مجهولة مخيفة أكتر من خوضك لتجربة تحتمل خيارات أن تكون جيدة أو أن تكون سيئة.
التعليقات