كل من عرف (كلايد بيزلي) من قبل، قال إنه (Bad Boy) حقيقي، بكل ما تحمله هذه الكلمة من سلبيات وجرائم وفقا لمفاهيم المجتمع الأمريكي.
والحقيقة أنه كان كذلك بالفعل، حيث قضى (11) عاما كاملة في السجن، بتهم عديدة منها حيازة وتعاطي المخدرات، وجرائم أخرى مشينة متعددة.
وفي ليلة أخرى - معتادة – قضاها الفتى الأسمر في السجن، يشاهد التلفزيون في زنزانته، مترقبا المباراة الأخيرة للعبة الجولف التي كان يهوى مشاهدتها بشغف، كانت الأمطار تهطل بشدة في ليلة شتوية مليئة بالأعاصير.. فكان من سوء حظه أن المباراة لم تستمر، وتم إلغاؤها في منتصفها بسبب سوء الأحوال الجوية.
ورغم حياته المزرية التعيسة، إلا أن هذا التوقف جعله يصرخ في غضب، ويتبرم بشدة ويتذمر، وتزداد عليه الآلام التي يعاني منها في السجن ووطأة الوحدة التي يعانيها، بعد أن تسبب هذا المطر في هذه الليلة بالذات، في إفساد لحظات يستمتع بها وسط حياة مليئة بالتعاسة وفي ذروة غضبه، قفزت في ذهنه فكرة مدهشة، جعلته يتوقف عن الصراخ والغضب وإلقاء الشتائم، ويفكر بعمق..
هو أيضا يتابع رياضة التنس بنفس الشغف والحب، ويعرف أن مباريات التنس تعقد في ساحة رياضية مفتوحة، ويتم إلغاء بعض المباريات أيضا بسبب سوء الأحوال الجوية.. ولكن نادرا ما يتم إلغاء مباريات تنس الطاولة التي تتم في صالات مغطاة.
لماذا لا توجد إذن نسخة مصغرة من لعبة الجولف، يمكن لعبها على ظهر طاولة واسعة، بحيث لا يمكن إلغاؤها أبدأ، وتلعب في صالة مغطاة؟! ويكون اسمها (Table Golf) أو جولف الطاولة، وتكون مزيج من لعبة الجولف والبلياردو؟!
لن تكون هناك أمطار تؤجل مواعيد المباريات في هذه الحالة بلا شك
وعلى الرغم من غرابة الفكرة، إلا أنها استهوته بشدة، وبدأ بالفعل في وضع تصميمات للعبة الجديدة من مخيلته، واستعان ببعض الأوراق، وحتى قوانين اللعبة بدأ في تخيلها ووضعها، من مساحة الطاولة وحدودها، وغيرها من التفاصيل.
وبعد (11) عاما قضاها في السجن، خرج (بيزلي) سعيدة مبتهجا بحريته، وأكثر سعادة بفكرته التي اقتنع بها بشدة!
بمجرد خروجه، لم يتوجه إلى منزله القديم، بل قام بتدبير مبلغ مالي، وذهب فورا إلى أقرب محل لبيع الأدوات والمعدات، وقام بشراء كل ما رسمه وخطط له لتطبيق فكرته، الذي كلفه حوالي (200) دولار تقريبا، ثم عاد بغنيمته إلى منزله المتهالك، وعكف ليال طويلة يصنع نموذجا لهذه اللعبة الخيالية.
وبالفعل، وكقانون طبيعي وضعه الله لكل البشر
"من جد وجد"
بعد ليال طويلة، تمكن (بيزلي) من صناعة نموذجا بالفعل، وقام بتجربته عدة مرات، بل وقام باستدعاء أصدقائه للكشف على اللعبة وتجربتها، واكتشاف أية ثغرات بها أو في قوانينها؛ فأبدى الجميع إعجابه الشديد بها.
ثم بدأت المرحلة الثانية الأكثر صعوبة، وهو تسويق هذا المنتج وعرضه للسوق. بدأ (بيزلي) في التحرك والذهاب لكل صالات الألعاب التي عرفها، والنوادي الرياضية، والملاهي الترفيهية، وكان في كل مرة يقابل بالرفض، أو الدهشة، أو الاستهجان، أو حتى مجرد الاستماع له ولفكرته. إلى أن جاء الوقت الذي اقترح عليه أحد أصحاب المحلات أن يذهب (بيزلي) بلعبته الجديدة إلى معرض موسمي للألعاب، يقام في (لوس أنجلوس) سنويا، وكان هذا العام (2003)، ووصل إلى المعرض، وعرض لعبته، فانبهرت إحدى شركات التصميم بلعبته، وقامت بتبنيها وتصنيعها وتسويقها، ووضعت أسعارة عالية للعبة تتراوح ما بين (150) حتى (700) دولار.
وبعد عامين اثنين، تجاوز مبيعات اللعبة التي صممها (السجين) وال (Bad Boy) (كلايد بيزلي) حوالي الخمسة ملايين دولار، وأصبح (بيزلي) رجل أعمال مليزنير، انتهج منهجا جديدا في حياته، وجاب الولايات المتحدة كلها يستعرض حياته، ويلقي محاضرات تحفيزية للشباب واليائسين.
فكرة واحدة ، وإصرار على تنفيذها... جعلته مليونيرا.. وانتشلته من حياة البؤس والضياع إلى حياة النجاح والفخر
وأنت متى ستجعل كل احلامك وافكارك حقيقة وتكون قدوة كالمليونير (كلايد بيزلي) ؟؟
مع تحياتي
الكوتش أيوب أجظاض