لقد ابتلعت الحرب كل جهودي وإنجازاتي، بعد أن كنت وصلت إلى نقطة استقرار مثالية. كان لدي عملي الخاص، تجاربي، شعوري بالإنجاز، وحتى متعة الحياة… كل شيء اختفى في لحظة.

لكن الغريب أنني لم أُصب بالجنون. كان الرضا مستقرًا في قلبي، وربما السر في ذلك أنني أعلم جيدًا أن ما بنيته، بنيته بجهدي.

حين أسست شركتي، بدأت من فكرة صغيرة، درست السوق، حللت الاحتياجات والمشكلات، حتى وصلت لأول عميل. ومن هناك، انطلقت رحلتي في قمع المبيعات، وتوسعت إلى تطوير الأعمال، وساعدت العديد من رواد الأعمال على النهوض بشركاتهم. هذا كله أخذ وقت، طاقة، مال وغيرهم ..

خسارة كل هذا لم تكن سهلة، لكن يقيني بأنني من صنع هذا الطريق – بعون الله – هو ما يطمئنني بأنني أستطيع صنعه من جديد.

لكن بيني وبين نفسي أتساءل:

هل البداية الأولى أسهل من الثانية؟

هل الشغف في أول مرة أقوى؟

أم أن التجربة تمنحنا صلابة تجعل الانطلاقة الثانية أكثر وعيًا وهدوءًا؟

ربما البدايات الجديدة تُرهق، لكنها تحمل بداخلها فرصة لإعادة تعريف الذات، لصناعة نسخة أقوى، أعمق، وأصدق منّا.

ما زلت هنا. أحمل شغفي، إيماني، وخبرتي. وسأبدأ من جديد. ولا أنكر خوفي من الفشل الذي بلغ ذروته.

أنا بحاجة لسماع تجاربكم. فإذا كنت مررت بتجربة البناء ما بعد الهدم؛ أخبرني كيف كانت رحلتك، وما هي أهم النصائح التي توجهها لي؟