كبرنا ياأماه وعرفنا أن الفرحة تكمن بالجليس لا بالمكان ،وأن السعادة في البساطة ،في قطعة الحلوى التي كانت تقدمها لنا جدتنا الحنون،في رائحة رغيف الخبز الذي تحضره أمي بكل حب، رائحة المطر المختلط بالتراب ،ذلك الدافئ الذي كان يحيط بنا ونحن نشاهد التلفاز ، أشتاق لشجاراتنا التي لا تنتهي أنا وأخي على كرتون نود مشاهدته ..
لما لانستطيع صنع قوارير عطور نضع بها رائحة أشخاصنا المفضلين الذين أبعدتنا الحياة أو الموت عنهم ، ماذا لو كان لرائحة الذكريات والأماكن عطورا تباع في المحلات لنستنشقها متى أردنا ..
نحن نشتاق لأنفسنا البسيطة التي كانت تسعدها أبسط الأشياء ،نشتاق لضحكاتنا و لأحاديثنا الطويلة ، نعيش الآن غربتين الأولى عن أنفسنا والأخرى عن أوطاننا.
التعليقات