أليس كذلك ؟
لم أفهم المقصود ب "هنا، لكن أظن أنها الحياة التي نأتي إليها كرهًا لا طوعًا بالأساس، ولو كنا نعلم أنها ستكون بتلك القسوة والحزن لربما اختارنا عدم المجئ. الحياة اختبار صعب، والأصل فيها المتاعب والأحزان، ونحن فقط نحاول أن نخطف منها لحظات سعادة مؤقتة تنتهي بحلول لحظة الحزن القادم.
"يا ليتني لم أغامر بالحضور إلى هنا."
أصبر نفسي بأن للمغامرة وجهان. لو سار الأمر كما خطط له فهذا في صالحنا. إن لم يسر على هذا النحو فيكفي أننا تعلمنا الدرس وعلمنا أنه ما من شيء لم نجربه بعد. كما كان يقول د. خالد توفيق: "لو لم أجازف وأقترب، كنت سأظل أظن أن شيئًا جميلًا قد فاتني."
نعتقد نحن بني البشر أنّنا أقوياء جدًّا، فتأتي لحظة واحدة لتكشف لنا أنّنا نعاني من هشاشةٍ تنخر داخلنا ببطئ. نعم في لحظة واحدة يعود الإنسان أيّام وشهور وسنين إلى الوراء، أي إلى لحظات كان يعتقدها أنّها طُويت وأصبحت طي النسيان. ولكن هيهات! فنحن ننسى الصور والأصوات وحتّى أنفسنا ولكن مستحيل أن ننسى كيف كان إحساسنا في لحظةٍ ما! ولكنّني لا أتفق مع الكاتبة بعبارة يا ليتني لم أغامر بالحضور إلى هنا. فنحن أوّلًا لا نمتلك قوّة الاختيار من عدمه وثانيًا وهو الأهم مهما عصفت بنا الدّنيا علينا أن لا ننس أنّ هذه القوّة ومواجهة معارك الحياة وحدها من تؤكّد وجودنا على قيد الحياة، لأنّها تغرس بنا الألم! والألم مرادف للحياة!
التعليقات