والناظر إلى ذلك الأفق يجد تلك المعاني حاضرة دوماً.. تهب كمثل الرياح لتحمل معها نسائم عميقة.. تتسلل إلى روحك فتعبر رويداً رويداً، تهبط كمثل صعود القمة حافة حافة.. حتى تصل إلى عمق القلب... فيستشربها ومن ثمّ يحولها إلى العقل وبين هذا وذاك تتشكل في الروح لتحيلك إلى المعنى الحقيقي فيك. أنت تمضي.. أو تجلس هنا بين رحيق الزهور أو على شاطيء البحر بين الأمواج المتلاطمة لتشعر بالتجديد، أو تسير بالطريق ترفض بحركة يد المركبات العابرة، أو تجلس على قارعة الطريق ترى الوجوه تلو الوجوه.. هذا يفكر وهذا يضحك وهذا ترى في ملامحه الألم.. أو ترفض كل هذا وتجلس على أريكة المنزل لوحدك لتفكر فيما حولك بهدوء عميق.. إن فعلت كل هذا أو لم تفعل سيمضي بك الطريق، سيمضي وقتك، ستمضي أنت ويمضي غيرك، لذلك لا تنسى الأفق البعيد.. في ذلك المكان الذي لا يصله جسدك بل تصله روحك.. كنت قبل العدم هناك.. وأنت الآن بعد العدم هنا.. إنك في ساعة تحت ظل الشجرة وسينتهي هذا العدم، أرأيت هذا الوجود كله.. سيتلاشى بعد ساعة.