كانت أشَّد هلعي تلك الدقائق الأولى بعد الوداع.قبضه الروح الاولى التي تستعمر القلب فور الرحيل....الخطوات الأولى التي تلي كلمه "مع السلامه " الدموع الأولى التي لا تذرف إلا بعد زمن من التماسك...

الحنين الأول الذي يطرق ابواب الإشتياق....والرساله الأولى التي ينتابني إرسالها بعد الغياب....كان أشَّد هلعي ان يحبس أشتياقي بداخلي لِبُعد المسافه التي تُطَوِقْ يديّ عن معانقته،تلك الذكريات التي تزاحم رغبتي في النسيان،وتدفعني ان اجري وراء طريق لا أعرف عنه شيئا......فقط لأنني أشتقت إلى تلك اللحظات التي كانت بيننا.........،فقط لأنني اشتقت إلى ان نكون معا طوال الوقت وفي اي وقت،فقط لانني اشتقت إلى شيء كان بيننا لا أعلم ما هو لاكنني اعلم انه عندما ضاع اضاعني معه وتركني ابحث عنه وحدي في الظلام. لأن اشتقت لحب كان بيننا وذكريات لم يعد منها سوا كلمه رحيل لعينه.....كان أشَّد هلعي أن يأتي هذا اليوم حين لا يبقى لي شيء منه سوا ذكرياتٍ لم يعد لصاحبها أثر. كان أشَّد هلعي أن يلاحقني طيفه في الشوارع وفي الاماكن وحتى في غرفتي.ولاكن ها قد اتى هذا اليوم وسقط سهوا في خانه الذكريات...خطوت خطوات الأولى بعد تأكدي من رحيله بثقل رهيب.....انقبض صدري كدت اختنق واتصلت اول اتصال بعد شهر وعدة ايام عندما وصل الإشتياق لذروته .والذكريات التي اصبحت امام عيني طوال الوقت وتعبث في استقرار حياتي .لم اكتفي بعدها ولم أُشبع اشتياقي فأرسلت رسالتي الثانية. وهكذا بقيت إلى ان استوقفني سؤال .هل أحبني؟هل يشتاق لي او يفكر بي كما افعل؟ لو كانت الإجابه نعم .فا لما تركني بمفردي اجوب الشوارع .لما تركني بلا وداع وهو يعلم اني كنت اخاف وينقبض صدري عندما اتذكر اننا سنفترق في يوم ما.تركني بمفردي مع اكبر مخاوفي .غادر تاركا لي بعض الذكريات والصور و رائحه عطره و ضحكاتنا في الشوارع التي اصبحت خاويه .