حزب الصمت

سمائنا اليوم على غير عادتها تنين. وزهرات تتجرد من حقلها القاحل و تطوف حول حقول مبرعمة فتعود لحقلها محاوِلة التبرعم والإخضرار كزهراته، فلا يغمرها لا بوابل من الإعتناء يوقظ قواها الخائرة و لا يبعث لها سلاما يستنشقه وجهها ويعيد عبيره، فتذبل!!

هذه الزهرات فيها شيء يشبهنا فهي مثلنا تماما لا بل هي نحن. 

ونحيب الصخرِ الغاضب يملأ أطراف الوطن . كيف سيهدأ إذا ؟ و هذه الأرض المضمحلة فوضوية تَهتز من تحت أقدامنا تُشَقُّ وتهدم حين يتم صعقها بما يسمى بتيار القرارات، 

ومرة أخرى تعيد ترميم نفسها من جديد في لحظة هدوء تلك الصواعق تلك التيارات، ليصدر قرار آخر وتتدمر ثانية، ونحن من بعيد نرتدي صمتنا بنضَارة، ظنا منا أنه أكثر أمانا و أشد بهاءا، أو ربما لأننا فقدنا كل الحواس في هذا الوطن الحزين الأخرس، في لحظة يحتاج فيها لأفواهنا يحتاج لألسنتنا الإتحاد مع بعضها و الدفاع عنه.

أصبحنا لا نشعر بكل مايمر لا نسمع الرعد الغاضب ولا نشعر بالأرض ولا بمجازفاتها ضد الصعقات وضد الأراء المؤدية و الأعمال المُخزية لا نحس بالأرض المضمحلة ولا بمعاناتها. 

نحن لا نعيرها أي إهتمام. جالسين على أرائكنا و نتحدث عما يدور فيها من حولنا نكتب مقالات و نؤلف روايات و نكتب أحيانا أشعار تغني لأجلها، ومَن حناجرهم لا تتأرجح على رهو الرخام فإنهم ينشدون أغاني الثورة لأجلها، نتجول في شوارعها بأيادي مكثفة لا أحد قادر على تحريك أي شيء من مكانه خشية من الصعقات اللامرئية،

 ها نحن من بعيد نشاهد الهزات تَمخضنا، تُزِيحُنا من أماكننا لتضعنا في غير موضِعنا، تجردنا من ألسنتنا و جِلدنا و تلبسنا ثوبٌ لا يواتينا، ثم تسكبنا في قعر القلق وتتركنا نَعُدُّ عدد الخاسرين وعدد ضحايا القرارات الغيرية، نعدهم بصمت ويعدوننا ولا أحد منا يتقن لغة المواساة، لا أحد منا يطمئن الآخر عن الغد. أيُّ غدٍ سيكون. فهنا لا مستقبلٌ لنا ولا غدٌ.

ما دمنا متفقين على إختيارنا لحزب الصمت!!

هل تشعر أن سياسة بلدتك في أمان؟

حدثني عن آخر قرار نُجِز و وجده الشعب قرار مستقل وفي صالحه

و إذا كان العكس فأخبرني عن أسوء قرار إتخدته البلدة ليس في صالح الشعب.

وماهي وجهة نظرك حول عدم إتحاد الشعب و معارضة القرارات اللانافعة للبلاد؟