كلنا في المركب ذاته ..

هذه فكرة مقلقه في نظر بعضنا،ومبهجه لدى اخرين ...

إذ انها تقلق البعض بدافع من دوافع الأنانية وحب الانا المفرط الذي يجعلهم يودون التفرد بكل شئ لنفسهم وكأن هذه الارض وهذه السماء تتسع بإتساع احلامهم وتتقلص بتقلص أمانيهم فقط ،

ويبتهج بها اخر لإيمانه التام بإتساع الكون للجميع وبالرزق الآتي حتماً والمكتوب للخلق كافة، كوناً متسعاً لكل الأفكار،وللأحلام غير المألوفه، ولكل الأشخاص الجيدين على نحو ما وغير الجيدين حتى،

لماذا ! لاننا كُلنا بالمركب ذاته، فلا داعي لزرع بذوراً غير بذور الحب ،حتى يكون الحصاد في نهاية المطاف مشرفاً، ولأن الارض ايضاً ترفض الكراهيه ولا تتقبلها ولا تخرج لها ثماراً ...

لماذا ! لأننا كُلنا في نفس المركب فلا داعي للتطاحن وإلا سنغرق كلنا ولن ينجوا احد من فتنة أخر ،،،

أشبه دائماً السماء بنا ،إذ أرى أن السماء تشبه الأرض وأن النجوم هي نحن أحدنا منطفئ واخر مشع واخرين كثر غير ظاهرين، وغير آبهين بالظهور أصلاً ولا يمكننا إدراكهم، إذ لا تدركهم الا بعض الكواكب المحيطه القريبة منهم ،

فنحن كذلك تماماً نسبح في الظلام ،والظلمة هي دنيانا التي وان شعت وأضائت فهي ظلام مخيف،لا تجيد المجاملات، فلا داعي أن يتسلل على أفئدتنا شيئاً من الغرور بهذه الحياة التي تنقلب بين ثانيةٍ وأخرى، ويتبدل حالها بين ليلةٍ وضحاها ،،،

مظلمه لإنها ممتلئه بالكذب والفجور وبالاثام ،بالتطاحن والتناجر الغير مبرر أو المبرر بمبررات سخيفة للغايه لا تستدعي كل هذا الذي نشهده وسنشهده على الدوام، للأسف !!

لكن بذروة هذا الظلام كلاً منا يضئ على قدره ويضئ ما حوله على قدره أيضاً ،

كلاً منا بوسط الظلام هذا يستطيع الأناره، يستطيع أن يبهج ، كالنجم الذي يدرك في اي ظلمة هوَ، وحينما نتأمله ننسى كل العتمة المحيطه ويزول كل الخوف ونلتقطُ شعبةً من توهجه وننير بها طريقنا، ونشعل بها مصابيح أحلامنا التي نرفعها الى خالقنا على الدوام،

وهذا دوماً يجعلني أؤمن بضرورة امتلاء الانسان بتفاصيل الكون، وضرورة ادراك كل منا حكمة وجوده وعيشه وتنفسه، ضرورة استيعاب الغير واحتواء الحياة فإن التحدي المبالغ به والمعاداة المتواصله في غالب الامر لا تجلب الا الحسرة والتحسر ،،،

ولا ننسى وان كان مركبنا واحد فإن العاقبة ليست واحدة، فبنهاية المطاف كلاً يجني ما أراد، كلاً يقطف ما يستحق ...

لذا علينا أن نصب تركيزنا فيما يستحق حقاً .