يسيطر التوجه نحو امتلاك مهارات التعلم الذاتي على الواقع الحديث، ولأنه بات جليا أن الإنترنت، ومواقع التعلم صارت أكثر قبولا كمكان يمكننا منه اكتساب المهارات، فما هي الدرجة التي تنتهي عندها قدرتنا على التعلم الذاتي، وما هي المرحلة التي يمكننا بدء ذلك عندها ؟

في محاورة مع أحد المدرسين في كلية الطب، قال وبعد خبرة 12 عاما في كلية الطلب، بين طالب في الطب العام، ثم في الاختصاص، وأخيرا مدرسا في كلية الطب في طب الأعصاب، وعاملا في المشفى الجامعي، أقر بناء على تجربته أن التعليم لا يمكن أن يحصل بشكل كامل دون مدرس مشرف.

فهل يكون التعلم الذاتي عبر الإنترنت فعالا من حيث أنه يمكننا أن نختار موضوعا معينا لنتعلمه عبر المواقع المختلفة والتي يتم بناؤها من قبل مختصين أو خبراء في هذا المجال؟

إن البدء بدراسة أو تعلم أمر ما، بشكل ذاتي مدعوما بحافز داخلي لإتقان مهارة جديدة، لهو أمر حميد ولكن الجهد الذي يبذله الإنسان في تدارك أخطاء المسار التعليمي، مثل اختيار المصادر المناسبة، وأولوية المهارات، بل حتى تقييم التقدم، يمكن أن يوفره وجود مشرف ذو خبرة في هذا المجال .

فبالرغم من الأثر الذي ستعود به مهارة التعلم الذاتي على تقدم المتعلم، فإن وجود مشرف يوجه عملية التعليم، يجعل عملية التقدم والتطور سريعة وخلاقة، حيث أنه سيجعل الدارس والمتعلم يركز مهارته في استقاء المعلومات والبحث في مسار يحترم الأولوية، ويوفر وقتا كبيرا جدا في اختبار برامج ذاتية، لذا فحتى الرغبة في التعلم الذاتي، يجب أن تتم عبر برامج أو كتب، تضمن دور المشرف سواء كان بشكل مباشر أو مشكل غير مباشر، مثل كتب توضح لك أساسيات المهارة التي ترغب بها.

ولا أظن أن هذا ينطبق على كل المهارات، فالمهارات التي تطلب معرفة مختصة، لا يمكن تعلمها بشكل مستقل عن مجال الاختصاص، فلا يمكن تعلم التشخيص الطبي، مع أنها مهارة من المهارات العديدة التي يمتلكها الطبيب، بعيدا عن سياق دراسة علوم الأمراض، والأدوية، والجراثيم وغيرها، ولا يمكننا تعلم مهارات مختصة، في حين أنه يمكنك تعلم مهارات عامة مبنية على الخبرات المستقاة من هذه الاختصاصات، مثل تعلم مهارة التفكير الفعال من خلال الرياضيات، وهي التي يمكن للعامة تعلمها وإن كانوا بعيدين عن الاختصاص في الرياضيات، 

فما هي تجاربكم ونصائحكم للتعلم الذاتي؟ وهل هناك تجارب نافعة يمكنكم الإفادة بها تنير الطريق للآخرين؟