بين حق التعليم،،، الحياة الكريمة،، الأكل،،، المسكن و بين النصيب و القدر.. نرى سلالم الحياة من أدنى درجة حتى اعلاهم
فما بين حق التعليم و حق الحياة يأتي النصيب مباغتاً خاطفاً لمعة الفرح من عيون فراشة تتجهز لتخرجها الجامعي
..
اعتدت دوماً أن أبقى خارج صراعات الحدث في بداياته و لم أسعَ يوماً أن اركب موجة القضايا العامة حين حصولها وتداولها و كانت نظرتي الدائمة للأحداث نظرة المحلل المتابع لكلّ زوايا و خيطان الحدث المتداول ما ظهر منها و ما بطن
..
الا ان قضية وفاة الطالبة الجامعية / الأردن
أمس لم استطيع تجاوز محاورها
و لكن في كل الأحوال لم أستطيع التخلي عن تحليلي للأمور المختلفه و تحليل خيطانها كلٌ على حدى
..
فتبدأ الأحداث من سكن طالبات المفترض به أن يكون قادراً على توفير ابسط و اقل حق من حقوق من يعيشه و هو حق الحياة الكريمة
و لا اقصد بالحياة الكريمة ظواهر السكن الخارجية فقط التي تتمحور في شهرية بسيطة نوعاً ما و غرفة مدفأة و ساعات فتح وإغلاق معينه لضبط من فيه
قصدت في الحياة الكريمة اموراً أعمق من ذلك،،
كما لم اقصد بحق التعليم ما نتبناه من صغرنا تجاه هذا المصطلح و يبدو أننا ما حفظناه لم يُطبق.. وما طُبق لم يمثل سوى واحد بالمئة من مغزى المصطلح نفسه
..
فكيف و متى و على أيّة أساس ربط حق التعليم بحق تعداد المراحل الدراسية فقط و لم يقترن هذا الحق بماذا و كيف ولماذا نتعلم!؟؟
أليس من المنطقي أن يكون التعلم و هو الحق الأساسي للإنسان بأن يتعلم ما يرفع من شأن عقله وفكره إضافة إلى العلم الذي يمكنه من أن يكون نافعاً أينما وضع!!!!!!!!! فكيف نقول عنه حق و هو لا يتعدى كونه رقماً و سنة دراسية نذكرها لا أكثر
..
و ستسألني ما شأن حق التعليم و المسكن و العيش الكريم ببعضهم و ما شأنهم بالنصيب و القدر و ما شأنهم جميعاً بخريجة الحسين
..
سأقول أمراً بسيط ذكرته لك بداية المقال
و هو انني لا أجيد ركوب الموجة بمقالاتي و التحدث عن أي قضية بشكل عام بقدر ما ابحث عن الزوايا الخفية المسببة لظهور قضية كهذه
..
ستتصدى لي حازماً مردداً أنه نصيبها و قدرها و أجلها المقدر
سأقف لك بردٍ واحد ثابت لأقول لك بأن الغاية من الموت ليست للإتعاظ الديني فقط
فالموعظة هي بحد ذاتها اسلوبٌ توعوي الغاية منه تغييرنا او تغيير فكرنا للأفضل
..
فماذا تغير اليوم بعد فاجعة خريجة الحسين
سأخبرك بأن الإدراك لمفاهيم الحقوق عليه أن يتغير
للأفضل
فبدلا ً من المطالبة بحق المسكن و الحياة الكريمة طالب بمفهوم الحياة الكريمة الشامل لمن هم حولك، فالحياة الكريمة لا تتوقف عند مبلغ رمزي او حتى يتناسب مع قدرات الدافع المادية ولا يتوقف عند الإشراف المقيت الأقرب لحياة السجون التعيسة
بل يتوسع ليشمل من يرافقك في هذا الحق و من يشاركك اياه
..
و لا يتوقف حق التعليم بأن تتلقى حروفاً هجائية و أرقام ومعادلات ترسلك للمرحلة الجامعية بل على حق التعليم ان يشمل تعليم اي انسان كيف يتعايش و يسيطر على أيّ حالة طارئه تواجهه
..
و نهاية نصف الحديث لا أقلل من شإن الشخصيات الواردة في هذا الحدث بل اطالب بإعادة هيكلة عقولهم و ردود أفعالهم و طريقة ضبطهم للأمور فعلى الأقل وجب أن تتلقى مشرفة السكن الجامعي دورات متتالية تمكنها من التحاور و السيطرة و حتى إسعاف كل من يتواجد داخل جدران السكن المسؤولة عنه
..
و لن أتجاوز عن زوايا و خفايا و خيوط شخصيات هذا الحدث في حقوق محددة الإطار (الجزء الثاني)
..
التعليقات