في حين أنه المؤسس والمدير التنفيذي لأكبر مكتبة علي وجه الأرض "أمازون" وأن كل التوقعات تشير إلى اختفاء الصحافة والكتب المطبوعة أو تأثرها الشديد ما الذي يدفع جيف لمثل هذا القرار؟
ما هي الأسباب من وجهة نظرك التي تجعل جيف بيزوس مؤسس أمازون يقرر شراء جريدة الواشنطن بوست ب 250 مليون دولار؟
ربما الهدف ليس مادي بالدرجة الأولى.. فكّر بالأمر، لو كنت مكانه كأي شخص طموح وناجح عن ماذا ستبحث بعد امتلاكك ملايين الدولارات في حسابك البنكي؟ الاحتمالات تقول عن الشهرة والقوة وهذا ما يوفره لك الاستحواذ على جريدة مشهورة كالواشنطن بوست.
كلامي لا يعني أن الصفقة خاسرة وربما ستحقق الجريدة أرباح تعوّض له استثماره هذا. جيف بيزوس من أوائل من بدء مجال التجارة الالكترونية ومجال الصحافة الآن يحتاج لتغيير كبير ولشخص بعقلية جيف بيزوس.
1- بداية لا أعتقد أن مجال الصحافة المطبوعة أو النشر المطبوع سيختفي أو سيتأثر بشكل كبير، والله أعلم، والسبب أنه لا زال هناك مهتمون ومحبون، ولا زال الكتاب المطبوع أقرب إلى المستخدم.
2- لقد ذكرت بأن أمازون يمتلك أكبر "مكتبة"، أو بالأصح متجر كتب.. "كتب مطبوعة" بالتالي قد يكون الهدف الأساسي دعم الكتاب المطبوع المباع من أمازون..
3- أعلم أن أمازون ليست بحاجة لصحيفة لتكون داعمة لها، لكن الذكي يخطط للأمد البعيد، الأمد الذي يجعل منافسينه المحتملون يعانون من أجل منافسته..
4- الصحف لديها وسائل متعددة، وصحيفة مشهورة مثل هذه، لديها صحيفتها المنشورة المشهورة، موقعها المشهور، وسائلها التقنية الحديثة، ما يدعم أمازون بشكل كبير..
5- عادة رجال الأعمال هم من يؤسسون أو يستحوذون على وسائل الإعلام القوية، وقد تكون هذه الخطوة هي الأولى لبناء امبراطورية إعلامية إعلانية للشركة..
6- كما أنه من المحتمل ألا تقف أمازون عند حد "بائع التجزئة"، لربما تريد أن تكون هي المنتج وبائع التجزئة والمعلن..
مما قرأته فإن تتضمن كمية كبيرة من المجلات والمصحف الأخرى (بإنجليزية ولاتينية)، ولا أحد يعرف مالذي سيقوم به بيزوس الذي أوضح أصلاً أنه لن يقوم بإدارة الصحف بشكل مباشر بل سيتركه لأناس أخرين.
بعض السيناريوهات المحتملة تشمل دمج بقية الصحف التي كانت تتبع شركة الواشنطن بوست مع خدمة كندل (الوشنطن بوست موجودة أصلاً)، ولاننسى أن بيزوس يستطيع أن يستغل هذه الصحف لدفع بقية إستثماراته الأخرى فالإعلام والصحافة لها تأثيرها.
أتفق أيضاً مع التعليقات التي تقول بأن هذه قد تكون بداية إمبراطورية إعلامية، لكن الحقيقة أن الوحيد الذي يعرف سبب هذه الصفقة هو بيزوس.
وارن بفت اشترى من فترة صحيفة ورقية أمريكية أيضاً وهو أفضل مستثمر في العالم ولايقدم على مثل هذه الخطوة لو لم يكن مؤمناً بجدوى مثل هذه الصفقات، وبالمناسبة مبلغ 250 مليون دولار مبلغ جداً زهيد مقارنة بإستحواذات اخرى .. عمر صحيفة واشنطن بوست 135 سنة ولديها انجازات كبرى منها فضيحة ووترجيت .. قارنها مع تمبلر مثلا الذي عمره 5 سنوات وبيعت بمليار دولار .. الفكرة الاولى التي خطرت لي ان بيزوس يريد الاستفادة من سلسلة التوزيع في الصحيفة والتي يطوعها لإيصال الكتب والمجلات والمحتوى الآخر من أمازون بكفاءة أعلى داخل أمريكا.
بالإضافة لفائدة امتلاك وسيلة إعلام، أعتقد أنها ستكون تجربة منه (وتعزيز) للدمج بين الإلكتروني والمطبوع، جيف بيزوس لديه أرقام عن حجم قراءة العالم كله تقريباً، ولديه وصول مباشر إلى القراء عن طريق كيندل الخاص بهم، وبالتالي أمامه حقل تجارب يمكن أن يكون قصة فشل كما حصل مع The Daily، أو قصة نجاح هائلة تجمع بين الرقمي والمطبوع وهذا الاحتمال الأكبر.
نشرت هايبر ستيج بالأمس مقال رائع عن هذا الموضوع تحديداً:
التعليقات