تشتهر الحكومات العربية بديمقراطيتها حول استخدام الانترنت وحجب المواقع حيث اثبتت الحكومة العراقية ديمقراطيتها نحو حق المستخدم بتصفح المواقع التي يرغب بتصفحها بحرية مطلقة وقامت بحجب الفيسبوك وبعض مواقع التواصل الاجتماعي والواتس اب والفايبر وغيرها.. .في بداية الامر لم تقم وزارة الاتصالات بحجب Google + بل قامت بحجب الفيس بوك فقط ولكن تبين ان المستخدمين لايرغبون باستخدام شبكة غير محجوبة جديدة عليهم بل يرغبون باستخدام الطرق الصعبة لاستخدام الفيسبوك وفك الحجب عنه!!! ولكن للاسف حتى خطة التحويل بائت في الفشل لنكتشف ان الحكومة قامت بعد يومين او ثلاث بحجب Google + ايضا!!! عموما انا لست هنا لاتكلم عن حق الحكومة في حجب المواقع ولن ادخل في تفاصيل سياسية بل سأتحدث عن نقطة مهمة جدا في عالم البرمجة وعالم التطبيقات وهي تجربة المستخدم او User Expeience

تجربة المستخدم تعني كيفية تعامل المستخدم او الزبون مع خدمتك او منتجك. هل سيحتاج العميل الى قطع تعليمية لتعلمه كيف يستخدم هذه الخدمة؟ هل طريقة عمل خدمتك هي طريقة مألوفة لدى المستخدم الجديد ام انك قمت بجلب طريقة عمل جديدة كليا لخدمتك وسيحتاج المستخدم الى ايام عديدة لتعلمها بل من الممكن ان يضجر ويقوم بمسح التطبيق لانه اتى بطريقة عمل غير مألوفة. ساتكلم عن ثلاث خدمات كمثال على تجربة المستخدم ومن خلال هذه الخدمات سنتعلم لماذا يجب علينا كمطورين ومصممين الاهتمام بتجربة المستخدم.

لنبدأ مع الفيسبوك، الفيسبوك لم يكن هو اول موقع تواصل اجتماعي بل ظهر MySpace قبل الفيسبوك بسنة تقريبا ولكن لماذا قام الناس باستخدام الفيسبوك بدل MySpace؟ ببساطة الفيسبوك لم يأت بتجربة مستخدم جديدة كليأ بل قام بوضع تجربة مستخدم مقاربة بشكل كبير لتجربة المستخدم في MySpace واستغل ذلك في وضع ميزات كثيرة اخرى غير موجودة في MySpace فعندما قام الناس باستخدام الفيسبوك لم يلاحظوا ذلك الفرق الكبير من ناحية الاستخدام بل وجدوا ان ميزات كثيرة موجودة على الفيسبوك فقط. لحظة! ماذا عن Google +؟ لماذا لم يقم الناس بالتحويل لخدمة Google + وترك الفيسبوك؟ لماذا يقوم الناس ببذل الغالي والنفيس واستخدام العديد من البروكسيات لفتح الفيسبوك عندما يكون محجوبا بدل ان يقوموا بالتحويل ل Google +؟ لنعد الى الماضي، عندما قامت Google باطلاق شبكتها الاجتماعية Google + اعطت تجربة مستخدم جديدة تختلف عن تجربة المستخدم الموجودة في الفيسبوك بنية عدم التقليد ووضعت ميزات كثيرة جدا في شبكتها الاجتماعية فضلا عن نظام الدوائر الجديد كليا بالنسبة للمستخدمين. مما اثر بشكل سلبي على المستخدين .. فالمستخدم العادي قد اعتاد على زر “اضف كصديق” وبعدها ينتظر الشخص المقابل في رفض الطلب او قبوله، المستخدم لايرغب في زر “اضف الى دائرة” وبعدها يختار احد الدوائر كدائرة العائلة او الاصدقاء وغيرها .. بالاضافة الى ان المستخدم عندما يقوم بنشر اي منشور او صورة يرغب في اختيار “الاصدقاء” من قائمة الخصوصية او “علني” لايرغب ان يعود ليضيف دوائر الاصدقاء والعائلة والتابعين وغيرهم الى كل منشور يشنره المستخدم، لذلك فتجربة المستخدم لم تكن ناجحة مع المستخدمين من الفئة المتوسطة والضعيفة. ولم يرغبوا باستعماله.

هناك العديد من المواقع التي تقدم خدمات الاتصال المجاني VoIP فلماذا لانقوم باستخدامها عندما تقوم الحكومات بحجب الفايبر Viber؟ ببساطة لو قمنا بتصفح هذه المواقع سنصاب بكئابة وربما سيقوم احد اعضاء عائلتك بالاتصال بالاسعاف لنقلك الى مستشفى الطوارئ لانك اصبت بالاغماء عند استخدمها. غالبا ما تكون هذه المواقع سيئة التصميم يرجع تصميم واجهتها الى القرن العشرين. ولاتقدم اي ميزات بل تتيح لك وضع رقمك ثم وضع الرقم الذي تريد الاتصال به واختيار الدولة ثم اتصال. ولكن مطوري Viber استغلوا هذا الامر وقامو بوضع العديد من الميزات فاتاحوا للمستخدمين اختيار الصور المناسبة لهم وارسال الرسائل والملصقات والرسائل الصوتية والصور والدردشة الجماعية فضلا عن الواجهة الجميلة وتجربة المستخدم التي لاتختلف كثيرا عن تطبيق الهاتف الموجود في نظام الiOS او الاندرويد فبالتاكيد المستخدم لن يتنازل عن استخدام الفايبر لصالح مواقع تجربة المستخدم فيها سيئة ولاتقدم اي ميزات اضافية.

ولكن لحظة ماذا حصل للWhat’s app ؟؟ لماذا لايقوم الناس ببذل قصار جهدهم لفك الحجب عن الواتس اب واستخدامه؟ الامر بسيط حقا وهو وجود منافس نسخ تجربة المستحدم لواتس اب وهو Telegram. عندما قامت الحكومة العراقية بحجب What’sApp تفاجئت بوجود العديد من قائمة الهواتف التي املكها بالتحويل لTelegram وترك What’sApp لان Telegram غير محجوب والسبب الاخر Telegram هو تطبيق بنفس واجهة ونفس تجربة المستخدم لWhat’sApp فقد قاموا بتغير لون الواجهة من اخضر الى ازرق واضافوا ميزة تزامن الرسائل عبر السحابة وميزة تعدد المنصات اي انه يعمل على اغلب الانظمة الموجودة حاليا.

اعتقد ان النماذج الثلاثة كافية لمعرفة مدى اهمية تجربة المستخدم ومدى اهمية واجهة المستخدم. انا لا اقصد ان انشاء تجربة مستخدم جديدة هو شيء خاطئ ولكن افضل ان نتعلم من القصص الثلاثة التي ذكرتها لكي ننقل المستخدم تدريجيا الى تجربة مستخدم جديدة كليا او ننشئ خدمات لديها نفس تجربة المستخدم الموجودة حاليا.