بعد الركود الذي شهده العالم في جميع المجالات وخاصة الإبداعية منها جراء فايروس كورونا، لجأ المصممون إلى إضفاء جرعة من النوستالجيا إلى أعمالهم مبررين ذلك بالمقولة الشهيرة

 "if you don't know your history you can't live your present and build your future" أو كما نقول نحن بعبارة أبسط "الرجوع إلى الأصل فضيلة". 

لكن الغريب في الأمر لاقت هذه التصاميم رواجا كبيرا خاصة على منصات التواصل الاجتماعي مما قامت به من دور في إنعاش الذكريات و الحنين إلى الماضي، كاستخدام ألوان و أشكال تعود لفترة الستينات و السبعينات من القرن الماضي (ساعات قديمة،كراسي، سيارات، أشرطة تسجيل..) وإعادة إنتاجها بصيغة حديثة، ما الشيء المميز في تلك الفترات؟ دعونا نتعرف على ذلك

  • مرحلة الستينات:

تميزت هذه المرحلة بالألوان الساطعة، الأنماط الإنسابية (المائعة)، عروض السايكدلي "psychedelia shows"، كانت هذه الحقبة نقطة تحول أساسية بالنسبة للمصممين للانتقال من الرسم البسيط الخطي أو النقطي إلى الرسم الأكثر تعقيدا و تلوينا. و من أبرز أنواع التصميمات :

  1. البوب آرت (خاصة في مجلات الكوميك) و على رأسه آندي وارهول، روي ليتشنشتاين.
  2. الفن البصري و الأنماط المزخرفة (سنة 1964).
  3. الألوان الساطعة. 
  • مرحلة السبعينات:

استمرت مظاهر الستينات في هذه المرحللة لكن مع ظهور موسيقى الديسكو والفانك تغير شكل التصميم بشكل ملحوظ وظهور: الألوان القاتمة، الخطوط العريضة، الأنماط الزهرية، الكتابات المنحنية وغيرها ...

  • مرحلة الثمانينات:

ألوان حية، أنماط مدهشة، أضواء النيون، موضة متطورة... لا يمكن التغاضي على أن فترة الثمانينات كانت فريدة من نوعها ومع موجة التكنولوجيا في ذلك الوقت كل هذا أثر في عالم التصميم بشكل واضح.

أما اليوم فقد استغل المصممون تلك الخصائص والمميزات وأعادو إدماجها في التصميمات الحديثة فبالإضافة إلى عالم السوشيال ميديا نجدها في العروض التلفزيونية، بوسترات الأفلام السنيمائية، الألبومات الموسيقية وغيرها...فياترى هل تصح عبارة الرجوع إلى الأصل فضيلة في هذا المجال؟ أم أن موت الروح الإبداعية للمصممين جعلهم "يتقدمون إلى الوراء" ؟ وهل بالفعل نوستالجيا التصميمات توقض لنا ما مضى من ذكريات ؟