لا أحد يعرفك، أنت الذي تشعر بكل إعصار يتنهده الآخرون، وتأبه لكل رفة عين شاخصة، ويقشعر وجودك لكل رعشة يد ممتدة، لا أحد يعرفك، أنت الذي ترى التفاصيل المتناهية في هامشيتها، أنت الذي تعرف لحظة الوجد حين تتفجر في وجه إنسان وتواسي خيبات الأمل في عيون أصحابها، لا أحد يعرفك، وأنت تعيش كل تجربة بكل ذرة في كيانك تسمع الموسيقى المُنفردة التي يعزفها الآخرون في أي غفلة منهم، لا أحد يعرفك، وأنت ترزح تحت ثقل كل إمكانية لم تحدث، وتحن للحظات تتسرب من بين يدين عمرك، لا أحد يعرفك، أنت الذي تجر وعيك جندياً جريحاً تحاول انتشاله بيأس، عبر البحث والفضول والتفسير، لا أحد يعرفك وأنت تفضل السؤال الجريء، وتشمئز من الإجابات الجاهزة وتحب كأنه أول العمر، وتفارق كأنك آخر الناس وتهتم كان على عاتق إهتمامك يقع مصير العالم وتحاول بكل ما تملكه من شعور وجهل وطيبة ) تنقذ الأيام من النسيان، وتنقذ البشر من سطوة اللاشعور، كم هو مهين إدراك أن أحداً على هذه الأرض لم يعرفك كما يجب.
لا أحد يعرفك
أريد أن أعبر الحياة على نحو يليق بي بسيط، يُريحني، لا أرغب بسعادات ضخمة ولا حدوث معجزات، أريد أن أكون أنا بحياة يسمح لي فيها أن أفعل ما أريده، أقصى أمنياتي فيها ألا أختار شيئا فأجبر على نقيضه، والا اهدر قلبي دفعة واحدة لشيء لا يراني من الأساس، أن تكون الأشياء فيها واضحة لا تدهسني صعوبة الإحتمالات وضبابية الأشياء التي بين البين أن يكون بداخلي ما يكفي من السلام والحب ويتلاشي ما يدفعني للقلق والخوف، وأمتلك فيها مكانا واحدًا يألفني ولا يسمح لي بالشك في محبته أو الخوف منه، أريد أياما عادية، وقلب يحس بمعنى الحاجات، وتكون قد شفيت فجوات الوحشة والفزع والحزن داخلي التي لا أجد لها سببا ولا أعرف لها علاجا، أريد حياة تسمح لي بالحياة، ألا تفقدني نفسي وكل أسبابي للعيش أ الا أموت فيها وأنا مازلت حيا .
التعليقات