بدايةً قد يبدوا إسم الموضوع مثيراً للأشمئزاز ولكن للإسف هذا مايحصل معنا في فترة دراستنا منذ الصف الأول وحتى فترة التخرج من الجامعة وربما قد تلاحقنا اللعنة حتى مابعد الدكتوراة.

نأخد على سبيل المثال مقررات التفاضل والتكامل، يحشوا ذلك الاستاذ رأسك بقوانين المشتقات ويضرب لك امثلة بعيداً عن الواقع الذي تعيش ثم تأتي يوم الامتحان وقد حفظت تلك القوانين والدوال عن ظهر قلب وتجتاز الامتحان بدرجة مرتفعة طبعاً وتظن نفسك انك اينشتان من كثرث دهائك وسرعة بديهتك لان بالمصادفة ان احد تلك الاسئلة قد مرت عليك حرفياً ولكن مع اختلاف القيم!

تكمل مسيرتك الدراسية ولا تعرف حتى مايحدث ولا تعرف كيف حصل ذلك وتنسى تلك القوانين اللتي كنت تسهر على حفظها ولا تجد لها اي فائدة في حياتك العملية (وهي طبعاً ذات فائدة اذا نظرنا من منظور اخر)!

تدرس علم الاحصاء ويحدث معك نفس الامر تضغط تلك القوانين داخل رأسك وتحاول جاهداً ان تستخدم كامل قواك العقلية لايجاد القانون على الاقل ليعطيك الاستاذ نصف الدرجة ثم تنجح وتتخرج وانت لا تعرف حتى ما المقصود بالانحراف المعياري!

ثم تتفاجأ بمقطع على اليوتيوب وجدته بالصدفة يشرح ماهو الإنحراف المعياري بطريقة مبسطة قبل دخولك لعالم القوانين فتتحسر على تلك الليالي اللتي قضيتها محاولاً فهم هذا الانحراف و تحدث نفسك في لحظة يأس ماهذا الانحراف الذي كنا فيه !

لم أشاهد أحداً يستفيد من فترة دراسته في حياته العملية والوظيفية إلا اولئك الذين يدرسون تخصصات طبية او علوم الحياة لانهم في الغالب يعتمدون بشكل كبير دراسة اشياء تحصل في واقعنا وهم مضطرون لفهم كيف جاءت هذه وكيف حصلت وماذا حدث بإختصار شديد تجربة مشاهدة استنتاج

ما أحاول الوصول اليه هو انني انصح الطلاب الحاليين ان لايعتمدوا على مايكتب في المقرارات ولا على مايشرحه الاستاذ لانه في الغالب حتى بعد الاستاذة لم يأخد الشهادة الا لغرض زيادة مرتبته الاجتماعية او لزيادة لدخله المادي وهذان الشيئان لن يزيدان من المحصلة العلمية شيئاً بل بالعكس تجلب ضرر اكثر من نفع.

فهم خفايا ومبادئ العلوم وكيف نشأت وماسبب ظهورها لها اثر أكبر من طريقة الحفظ والتعبئة اللتي لن تسفيد منها شيئاً.