الإجتهاد ولا شئ بعده

الإجتهاد ..

الاجتهاد هو الشئ الوحيد الذي يستطيع الإنسان أن يتحكم به ضمن أشياء كثيرة لا يستطيع السيطرة عليها .. فالظروف المحيطة هي مفروضة في أغلب الأحيان حتى وإن بدى الأمر ان الانسان قد يتحكم في طبيعة تلك الظروف من خلال مجهوداته التي من شأنها وضعه في تلك الظروف فإن الأمر لا يسير بتلك الطريقة .. في أغلب الأحيان تُفرض الظروف المحيطة علينا لا نقوم نحن بفرضها

اما عن النتيجة فهي بيد الله وحده ومسألة التوفيق وعدم التوفيق تلغي بدورها اي يقين زائف قد يحمله المرء تجاه نتيجة أفعاله وما الدنيا إلا موجة كبيرة من المياه فأنت فوق ظهرها تارة ومغمور بها تارة أخرى والتقلب يأتي في لحظات .. لا يوجد ضامن فعلي بشأن اي نتيجة مهما بلغت قيمة مجهوداتك وقد تتدخل الظروف المحيطة ايضا في ذلك .. يمكنك صياغة الأمر برمته في صورة معادلة أطرافها هم النتيجة والظروف والاجتهاد ولن تستطيع التحكم في متغير بفاعلية تامة سوى الاجتهاد ذلك ما يمكنك أن تقدمه لنفسك وهنا يأتي السؤال المهم .. كيف أستطيع المغامرة في حل معادلة لا أملك فيها سوى متغير وحيد فقط ؟

وماذا ستفعل عوضا عن ذلك ؟ ربما لا تملك رفاهية الاختيار هنا وستقوم بخوض تلك المغامرة لا محالة ولكن تحسين تلك المغامرة يعتمد على طريقتك في التعامل معها .. ربما لا تملك سوى متغير وحيد لكنه أفضل واقوى وأهم متغير .. إجتهادك في الأمر قد يفرض تأثيره على تلك المعادلة بالكامل ..

لنتخيل سويا ان ذلك أشبه بساحة حرب وانت لا تملك خيار سوى القتال لذا يجب أن تهمل تفكيرك في كيفية وصولك لأرض المعركة او مصيرك المنتهي إلى الفشل المحتوم .. يجب أن تركز على المعطيات التي تملكها الآن وتبدأ القتال .. يمكنك التسلح بأسلحة كثيرة بالطبع .. حسن ظنك بالله سلاح .. ثقتك في نفسك سلاح .. إيمانك بقدراتك سلاح .. ابذل ما بوسعك وقاتل حتى تشاهد تلك الساحة وهي تصبح ملكا لك .. لذا ودون انتظار النتيجة ودون التذمر بشأن أرض المعركة يجب أن تقاتل حتى النهاية ..

قاتل حتى تشعر أنك صنعت المصير الذي تريده ان ينتظرك .. متغير واحد في المعادلة قادر على تغيير كل شئ!

اجتهد .. اجتهد ولا شئ يهم سوى ذلك