الاسم:أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا

الميلاد:22 أغسطس 980 مـ

بخارى، أوزبكستان

الوفاة:21 يونيو 1037 مـ

مدينة همدان

الاقامه:

مدينه الري

بخارى

جرجانية

جرجان

مدينة همدان

أصفهان

الجنسيه:الدوله العباسيه

اللقب :الشيخ الرئيس-أمير الاطباء-أبو الطب الحديث

معلومات عن العالم

العالم ابن سينا هو أوّل من قدّم شرحًا تفصيليًّا عن كسور العظام وكيفيّة تجبيرها وهي الطّرق المتّبعة اليوم

كان قد عُرف بألقاب أكسبته تقدير معاصريه ومترجمي حياته، فهو حجّة الحق، وشرف الملك، والشيخ الرّئيس الحكيم، والدّستور. ذلك هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، حيث كان عالمًا وطبيبًا مسلمًا. أبوه من بلخ (في أفغانستان حاليًا) وأمّه من قرية أفشنة بالقرب من بخارى (في اوزبكستان حاليًا) حيث تمّ نقل أبيه من بلخ إلى بخارى فتمّ زواجهما هناك، وأنجبته أمّه في قرية أفشنة سنة (370هـ/ 980م). إلاّ أنّه توفّي في همدان (في إيران حاليًا) سنة (427هـ/ 1037م)، وكان في الثّامنة والخمسين من عمره بعد أن أصيب بالقولنج وهو قرحة المعدة.

سمّاه الغربيّون أمير الأطباء، وأبو الأطباء، وأبو الطبّ الحديث في العصر الذهبي للإسلام، وكان قد عُرف باسم الشيخ الرّئيس عند غيرهم. وهو أوّل من كتب عن الطبّ في العالم. كما ألّف 200 كتاب في مواضيع مختلفة، يركّز العديد منها على الفلسفة والطبّ. وقد اتّبع نهج أبقراط 1 وجالينوس 2.

كان ابن سينا متوقد الذّكاء 3، كما امتاز بمواهبه الفذّة 4، فهو يقول: أتيت على القرآن، وعلى كثير من الأدب عندما أكملت العشر من العمر، كما تعلّم حساب الهند، واشتغل بالفقه حتّى ألّف طرق المطالبة ووجوه الاعتراض على المجيب على الوجه الّذي جرت به عادة القوم وذلك بعد تردّده على إسماعيل الزّاهد. ثمّ ابتدأ كتاب "إيساغوجي على النّاتلي" الّذي كان يُدعى المتفلسف. كما أحكم المنطق وكتاب إقليدس، ثم انتقل إلى المجسطي. قرأها جميعًا على نفسه وفهمها، واشتغل بتحصيل الكتب، وعكف على تعليم نفسه وتثقيفها وأعاد قراءة بعض العلوم. يقول: (وصارت أبواب العلوم تفتح عليّ، فرغبت في علم الطب، وصرت أقرأ الكتب المصنّفة فيه. وعلم الطبّ ليس من الأمور الصّعبة، فلا جرم 5 أنّي بُرّزت فيه في أقلّ مدّة... وتعهّدت المرضى، فانفتح عليّ من أبواب المعالجات من التّجربة ما لا يُوصف).

كان الشّيخ الرّئيس في جميع مراحل حياته متفائلًا، يعتقد أنّ العالم الّذي نعيش فيه أحسن العوالم الممكنة، وكان لشدّة ارتباطه بموطنه الأصليّ، لم يغادره رغم أنّ حياته كانت مضطربة فيه. فكان على نقيض الفارابي (الّذي كان يجول البلاد دون التّقيّد بأيّ رابطة طبيعيّة أو اجتماعيّة).

لقد سبق ابن سينا عصره في مجالات فكريّة عديدة. ورغم اشتغاله بالعلم إلّا أنّ ذلك لم يصرفه عن المشاركة في الحياة العاّمة في عصره. فقد تفاعل مع اتّجاهاته الفكريّة، وعايش مشكلات مجتمعه، وشارك في صنع نهضته الحضاريّة والعلميّة.

اسهامات العالم

ساد في عصر ابن سينا التّنجيم وبعض الأفكار في نواحي الكيمياء، فحارب تلك الأفكار، كما خالف معاصريه ومن سبق ممّن قالوا بإمكان تحويل الفلزّات الرّخيصة إلى ذهب وفضة، وعزا ذلك إلى تغيير ظاهريّ في شكل الفلز وحسب. وفسّر ذلك باختصاص كل عنصر بتركيبه الذي لا يمكن تغييره بطرق التّحويل المعروفة.

ولقد استطاع ابن سينا أن يقدّم للإنسانيّة في مجال الطبّ أعظم الخدمات نتيجة ما توصل إليه من كشف العديد من الأمراض الّتي كانت ومازالت منتشرة إلى الآن:

فهو أوّل من كشف عن طفيل " الإنكلستوما" وسمّاها الدودة المستديرة.

وهو أوّل من وصف الالتهاب السّحائيّ.

وهو أوّل من فرّق بين الشّلل النّاجم عن سبب داخليّ في الدّماغ والشّلل النّاتج عن سبب خارجيّ، ووصف السّكتة الدّماغيّة النّاتجة عن كثرة الدم، وبذلك خالف ما كان قد استقرّ عليه أساطير الطبّ اليونانيّ القديم.

كذلك هو أوّل من كشف عن طرق العدوى لبعض الأمراض المعدية كالحصبة والجدري. وأوضح أنّها تنتقل عن طريق بعض الكائنات الحيّة في الجو والماء. كما درس الاضطرابات العصبيّة والعوامل النّفسيّة والعقليّة كالخوف والقلق والحزن والفرح وغيرها، وأشار إلى أنّ لها تأثيرًا كبيرًا عن طريق التّحليل الّنفسيّ. وكان يلجأ أحيانًا إلى الأساليب النّفسيّة في معالجة مرضاه.

كان لديه براعة كبيرة ومقدرة فائقة في علم الجراحة، حيث ذكر عدّة طرق لإيقاف النّزيف: بالكيّ أو بالرّبط أو بإدخال الفتائل أو بدواء كاوٍ أو بضغط اللّحم فوق العرق. كما تحدّث عن كيفيّة استخراج السّهام من الجروح والتّعامل معها، وهنا يحذّر المعالجين من إصابة الشّرايين أو الأعصاب عند إخراج السّهام من الجروح وينبه إلى ضرورة معرفة المعالج بالتّشريح معرفة تامّة.

لقد قام ابن سينا بعمليات جراحيّة دقيقة للغاية، فقد استطاع أن يجري عمليات استطاع بها أن يستأصل الأورام السّرطانية في بداياتها، كما شقّ الحنجرة والقصبة الهوائيّة، إضافة إلى استئصال الخرّاج البلوريّ من الرّئة. وعالج البواسير بطريقة الرّبط. كما توصّل إلى طريقة مبتكرة لعلاج النّاسور الشّرجيّ بعد أن وصف حالة النّواسير البوليّة بدقّة. ولا تزال طريقة علاجه للنّاسور الشّرجيّ تُستخدم حتّى الآن. كما تعرّض لحصاة الكلى، وشرح كيفيّة استخراجها والمحاذير التي يجب مراعاتها، كما تطرّق لذكر حالات استعمال القسطرة، وكذلك الحالات الّتي يحظر استعمالها فيها.

أضف إلى ذلك أنّه كان لابن سينا إسهامات في العديد من العلوم والفنون؛ ففي مجال علم الفلك مثلًا استطاع أن يرصد مرور كوكب الزّهرة عبر دائرة قرص الشّمس بالعين المجرّدة، وكان ذلك يوم (10 جمادى الآخرة سنة 423هـ/ 24 مايو سنة 1032م). وهذا ما أقرّه أحد الفلكيّين الإنجليز" جيرميا روكس" في القرن الحادي عشر الهجريّ/القرن السّابع عشر الميلاديّ.

و لابدّ من الإشارة هنا إلى أنّ ابن سينا كان له دور في علم طبقات الأرض (الجيولوجيا) لا سيّما في المعادن وتكوين الحجارة والجبال، كما فسّر الزلازل، وتحدّث عن كيفيّة تكوّن السّحب، كما كان له اهتمام خاصّ بعلم النّبات، وله دراسات علميّة جادّة في مجال النّباتات الطبيّة، ولا غرابة فقد أجرى الكثير من المقارنات العلميّة الرّصينة بين جذور النّباتات وأزهارها وأوراقها، ودرس أحيانًا عن ظاهرة المساهمة في الأشجار والنخيل، بالإضافة إلى معرفته الجيّدة بالأدوية وفعالياتها، وقد استطاع أن يصنّف الأدوية إلى ستّ مجموعات، وقد جاءت الأدوية المفردة والمركّبة (الأقرباذين) من مصنفاته وبخاصة كتاب القانون، وكان لها أثر عظيم وفائدة علميّة كبيرة بين علماء الصّيدلة والطب. وقد استطاع أن يصف في كتابه عددًا كبيرًا من الأدوية بلغت نحو 760 عقارًا رتّبها ترتيبًا ألفبائيًّا، وقد سبق غيره في الحديث عن تلوّث البيئة وأثره على صحة الإنسان.

واستمرارًا في متابعة نشاطات هذا العالم، لا بدّ من الإشارة إلى دوره وجهوده في الفيزياء، فقد كان ابن سينا من أوائل العلماء المسلمين الّذين مهّدوا لعلم الديناميكا الحديثة، وذلك بدراستهم في الحركة وموضع الميل القسري والميل المعادن، كما يرجع الفضل إليه بعد الله في وضع القانون الأوّل للحركة. وقد ابتكر ابن سينا آلة تشبه الورنيّة (Vernier) وهي آلة تُستعمل لقياس الأطوال بدقّة متناهية، كما استطاع بدقّة ملاحظته أن يفرّق بين سرعتي الصّوت والضّوء. وكانت نظريّاته الخاصّة في (سرعة الحركة) وفي (ميكانيكيّة الحركة).

والجدير بالذكر أنّ ابن سينا بالإضافة لكلّ ما سلف يعتبر شاعرًا. ويقال إنّه كتب رباعيّات شعريّة فارسيّة، وقصائد قصيرة.