أهم ما يمكن أن تفعله ، وأنت لم تكن الآن في الصف الأول الذين اصطفاهم الله ليكونوا أهل هذه الآية (وبعثنا عليهم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا )، هو أن تتعلم عن أمتك وتتثقف ، لتكون جاهزا متجهزا متسلحا بالفكر الواعي، والفكر الصحيح ، حين تكون على ثغر من ثغور هذه الأمة.
فلسطين ، كفلسطين ، هي أمر طارئ على الأمة، يعني في الواقع فلسطين هي تسمية لمكان، لأن أمر هذه الأمة أن لا يكون فيها دول ولا قوميات متخلفة، فهي أرض المقدس لأن فيها القدس ، والمسجد الحرام ، وليست لأنها فلسطين وحسب .
حررها عمر بن الخطاب وهو عربي من صحراء مكة الجرداء، وحررها صلاح الدين العراقي الكردي التكريتي ، وهَزَمَ على أرضها أعتى جيوش التاريخ وحشية وهو جيش المغول على يد من ؟ على يد سيف الدين والسلطان المظفر قطز الخوارزمي ، من خوارزم .
خوارزم التي سحقها التتار سحقا ، وبعدها صار قطز مملوكا عبدا ، سنين طويلة ، إلى أن كان قائد جيش النصر على الأرض التي كتب للأمة النصر بنصرها والذل بضعفها.
فدورك يا ( طالب العلم) وأخصه هنا ، أن تكون على ثغرك قائما ، متمكنا ، لأن هذه الدول الجمعاء ، التي خلفت لنا وليدتها الصه.ي.يونية في قلب أمتنا ، ما فاقتنا إلا بقوتها وعسكرها التي أتت من تعلمهم وتطورهم، فذل أمامها من حكمنا لأنهم يقيسون الأمور بمقياس العدة، لا بمقياس الإيمان.
وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، الدول الأوروبية التي لا حدود بين شعوبها ، ولا عسكر ولا حواجز، رسمت لنا حواجزا وحدودا ، وجيوشا متحاربة، فصرنا إلى ما نحن عليه ، من شعوب جاهلة بأقل المهم من أمور الفكر التي تقوم بها الشعوب ، فنهبوا خيراتنا ، ونهبوا أحلامنا، ونهبوا حتى منا قدرتنا على اتخاذ قرارنا الخاص بنا ، فصرنا نرجوا منهم رحمة ، ونشحذ منهم عطفا وتعاطفا وتصريحات مذلة .
إن واجب كل منا ، أن يعرف الآن عن أمره في هذه الحياة، أن يتعلم عن قضيته، وفكره، ودوره، وكيف يقيم أمر أمته، وكيف يصلح فسادها، ويوصل رسالتها ، ويبني أجيالها، بنفس القدر الذي يعرف فيه اسماء لاعبي الكرة ، والفنانين، والأدباء ، والراقصات .
كم من شخص يعرف كل الأمور عن توافه الأمور ، وحين يفكر في فلسطين ، التي يقف أبناؤها درعا أمام ماكينة الغزو الغربية الاستعمارية، لا يعرف أكثر من أن هناك فلسطين، فكيف تعمل لنهضة امتك؟ ونهضة شعبك ؟ وإقامة أمر دينك، إن كنت جاهلا بالأسباب ، إن كنت ترى أن دورك الدعاء فقط، إن الله أمرنا بالدعاء ، ونحن على ثقة بالإجابة، ولكن الله مع الإنسان الذي يسعى، واليد العاملة خير من المتقاعسة، فانظر أين أنت.
التعليقات