العالم كله شغال بناء على قوانين إلهية و كل علم بيسعى لإكتشاف القوانين اللى هتساعدنا كبشر للتطور .. فالعالم كله فى حالة توازن دائم وفقا لقوانين رياضية و علمية .. بس هل فيه قوانين للنفس البشرية تكون واضحة و مثبتة تكون دليل و مرشد للحياة ؟!
هل فيه قوانين بخصوص علاقتنا بربنا نقدر نحدد من خلالها مدى قربنا أو بعدنا عن ربنا ؟! الإجابة أكيد آه .
بس مبدئيا علم النفس اللى بيدرس خفايا النفس البشرية منقدرش نقول عليه علم طبيعى أو علم إنسانى بس .. هو خليط بين النوعين و فى نفس الوقت بيتجاوزهم .. مبدأ إثبات لقوانين النفس البشرية بيسطحه مش بيديله العمق لإنه معقد جدا بالنسبة لأى علم تانى .
الإثبات الوحيد هو من خلال التجرية و خصوصا التجربة الفردية لكل إنسان هو المقياس بشرط إنه يعيشها بكل كيانى مش بس يعرفها أو يفهمها .. و يقدر يقيس من خلالها فين مناطق الخلل و مناطق القوة للوصول للنضج النفسي .
القوانين عموما قانون أساسي و باقى القوانين فرعية تنويعات و مظاهر للقانون الأساسي الأزلى .
قانون الكلية و التوازن :
العالم كله ربنا خلقه كلى و فى حالة توازن كل الأجزاء جزء من الكل .. مفيش تعارض و أى عدم توازن و تناقض جزء من التطور بمعنى دايما العالم فى حالة تطور و خلق مستمر و لكل خلق و ولادة جديدة بيسبقها فترات من انعدام التوازن لبعض الأجزاء .. فالإنسان أكيد جزء من كل و بينطبق عليه نفس القوانين .
قانون التطور :
زى ما الكون كله فى حالة تطور دائم لازم الإنسان عشان يتوافق مع الطبيعة يكون فى حالة تطور دائم .. فمثلا لو كل شخص فى عيد ميلاده قاس حيانه خلال السنة الأخير و ملقاش إن نظرته للحياة إتطورت بقت أعمق و أوسع و أنضج .. ما إكتشفش فى نفس مناطق مكنش يعرفها و مواهب كانت مدفونة يبقى محصلوش تطور .. لإما فى حالة نقوص للماضى لإما تثبيت للشخصية و وقف لنموها .. ده هينعكس على كل جوانب حياته .. فأكيد هيكون غير راضي عن نفسه و عن الحياة كان بيتظاهر بعكس ده .
قانون الإيمان :
المقصود بالإيمان هنا بشكل عام مش إيمان بالأديان بس .. و الإيمان بينقسم لقانونين فرعيين تكاملهم مع بعض بيحدد درجة الإيمان الحقيقية و الإيمان هنا أسلوب حياة مش إيمان لفظى بأى معتقد .
قانون السببية : ربنا خلق الكون كله فى حركة دائمة وفق قانون السببية .. أى فعل أو حدث أو حركة ليها مسبب أو أكتر من مسببات .. مفيش حاجة ملهاش سبب و مفيش إستثناءات و أى إستثناءات ده نتيجة فى عدم فهمنا للأسباب الحقيقية للإستثناء .. مفيش معجزات تخترق السببية .. أى معجزة بتظهر فى الأصل على نفس مبدأ السببية لكن جهلنا بآلية المعجزة بنعتبرها خرق للسببية .
فتطبيقها علينا مثلا فى حالة المرض .. أى مرض ليه أسبابه و العلاج منه ليه أسبابه .. مفيش معجزات للشفاء و إهمال السلبية هيزود درجة المرض و هيكون أصعب علاجه .. نفس المناطق فى مشاكلنا فى الحياة و ملهاش حل إعجازى .. إتباعنا و إيمانا العميق جدا مش بس الإقتناع بالسببية كأسلوب حياة للتفكير و التعامل مع المشاعر وفقا للسببية هو اللى هيقوى إيماننا بربنا و الحياة .
قانون الغائية : مفيش حاجة خلقها رينا ملهاش غاية .. خلقه للبشر لغاية محددة فجهلنا بالغاية من الوجود و معنى حياتنا ده تأكيد على الغائية و الإيمان القوي هو السبيل لمعرفة الغاية من وجودنا .. مش نقدر نعرف الغاية بشكل مطلق و كلي لكن نقدر نعرف بشكل جزئي و ده ظاهر جدا فى كل تاريخنا البشري إن الهدف و الغاية من وجودنا التطور و وصولنا للتكامل البشري .. ليه ده الغرض بالتحديد ملهاش إجابة و الأفضل إن مفيش إجابة لإن مش كل الأسئلة ليها إجابة فيه أسئلة عدم الإجابة عنها بتساعدنا فى التطور أكتر و تحقيق الغرض من وجودنا .
الإيمان بالغائية بينطبق على الفرد و المجتمع .. أى فرد مش مؤمن بالغائية من وجودنا تطورنا كفرد و تحقيق إمكانيتنا و إستغلال مواهبنا للوصول للنضج النفسي أكيد هيكون بيعانى نفسيا و فاقد الإتزان النفسي .. و نفس النقطة للمجتمعات .. أى مجتمع أفراده غير متطورين و غير متعاونين هيبقى مجتمع فاسد و فاشل و غير مترابط .. مجتمع فاقد الإيمان برينا مهما كان بيتم التظاهر بالإيمان خارجيا .
قانون الحب :
الحب المقصود بين بالمعنى العام مش بس الحب الفردي رغم إن مركزيته الحب بين الرجل و المرأة .. و المضمون عموما من الحب هنا هو الإتساع نقيض الكراهية و الخوف اللى هو الضيق .
لو فعلا اتنين رجل و مرأة فى حالة حب حقيقة و عميقة لازم هتكون نظرتهم للحياة واسعة .. حبهم هيتسع للكون كله مش لازم لأشخاص كتير مش بالعدد .. المهم حب الحياة و الطبيعة و الكون لإننا عايشين فيه و جزء منه .. و أي خلل فى ده يبقى الحب ده وهمى أو سطحي .. مثلا لو حصل إنفصال بينهم و كل طرف بيرمي مسؤولية الفشل على غيره يبقى اللى بينهم أكيد مكنش حب .
نفس النقطة بين العلاقات الأسرية و الإجتماعية لو فيه نظرة عدائية للناس و عدم الثقة و الخوف منهم هيخلي النظرة للحياة ضيقة جدا و العالم هنا هيكون ظالم و مؤلم و عبثي و فوضوي و أكيد هيتم فقدان الإيمان برينا .
فأي شخص منتمى للحياة إنه جزء من كل و فى حالة تكامل مع الكون و مؤمن بربنا و قوانينه و إن ربنا موجود فى كل حتة جواه و براه دايما شخصيته فى حالة تطور دائم مهما واجه من صعوبات و عثرات بيستغل كل ده فى التطور أكتر و النضج النفسي العميق و هيكون متناغم مع مع القوانين الإلهية للنفس البشرية .
مفيش إثبات علمي لده بس نقدر نثبته لما نطبقه على نفسنا فلو لقينا نفسنا مش متناغمين مع الحياة و فى حالة غضب و عدائية و ضيق نفسي طول الوقت ففهمنا للقوانين الإلهية المذكورة مش بس دى أكيد فيه قوانين تانية بس المهم إن مهما إتعددت مضمونها واحد .. إحنا أجزاء من كل أكبر يشمل الكون كله فبالتالى لازم نفسنا تتسع الكون كله مش محبوسة جوة حيز ضيق جدا يسبب الكرب النفسي .
القوانين دى كلها مفطورين عليها بنتولد بيها مش لازم نعرفها أو نفهمها عشان نطبقها .. هى أسلوب حياة للتفكير و المشاعر و السلوك و ممكن جدا بالحدس بس نعيشها بكياننا و بكدة فعلا نكون آمنا بربنا رب الكون كله اللى إحنا جزء منه و خلقنا عشان نحقق تكاملنا البشري و الغاية من وجودنا اللى أرقي درجاتها الحب .