كتبت ايمان عمارة 

مما لا شك فيه اننا نحتاج جميعا إلى الهوية البصرية 

فما هى وما علاقتها بالماضي والحاضر ؟ وعلاقتها بالتنمية المستدامة 2030 ؟

 هى الوجود المرأى والبصمة الوراثية للبلدان 

وتصنيف الأمم أو بناء الهوية البصرية للأمم هو الحقل النظري والتطبيقي الذي يهدف إلى قياس وبناء وإدارة سمعة البلدان

وتحدثنا الدكتورة شيماء الشرقاوى 

 رئيس قطاع البيئة الاقليمي – الاتحاد العربي للمرأه المتخصصة – جامعه الدول العربية )

بأن بأهمية الهوية البصرية تكمن فى كونها هي البصمة الوراثية لاي مكان جامعة بين عراقة الماضي و اصالة الحاضر مما يقضي على عشوائية المشهد

والهوية البصرية المعاصرة لابد و ان تعتمد على التصاميم الحديثة النابعه من تاريخ و حضارة المدينة و تراثها العريق 

فلها الدور الاساسى فى الحفاظ على القيم التراثية فى العناصر البصرية و التي بدورها تؤثر على انطباع الشعوب و انتمائهم 

وبالتالي تعمل على الجذب العام لمن هم ليسوا سكان المدن و المعروفين بالوافدين سواء الوفادة بغرض العمل او التعليم او الخدمات الصحية او للغرض الاعظم

 و هو ( السياحة ) و التي تعتبر احد اعمدة الدخل القومي فى العالم اجمع مما يجعل الهوية البصرية معززة للقيم السياحية

نجد ان الهوة البصرية تحقق الهدف الحادى عشر من اهداف التنمية المستدامة وهو ( مدن و مجتمعات محلية مستدامة ) حيث تعمل الهوية البصرية فى نطاق تطوير المدن بما يتفق مع ثقافة كل مدينة و بصمتها الخاصة بشعبها و بجوها العام و كذلك ثقافتها و تراثها و موروثها الفني و الشعبي لتعمل بذلك فى اتجاهين اساسيين الا و هما ( الحفاظ على الهوية و التطوير المعاصر )

 و بما ان التنمية المستدامة بأجندة 2030 ركزت على المدن فى التطوير

 فهى قبلة لغير الحضريين فقد استخدمت الهوية البصرية كأداة لذلك

 فنجد فى المدن الساحلية على سبيل المثال يعمم اللون الازرق بدرجاته و اللون البيج و الرملي بدرجاته فى جميع اعمال التطوير من جداريات و اسوار و بوبات شواطئ و مباني شاطئية و غيرها

 بينما المدن الدلتاوية تتخذ اللون الاخضر بدرجاته و البني بدرجاته فى كل ما يحيط بالمواطن و اذا اتجهنا جنوبا حيث صعيد مصر العامر نجد ان الزخم اللوني و التعدد النوبي و الاشكال الهندسة مستقيمة الاحرف مثل المثلثات هي الطاغي الاول على المشهد سواء فى الميادين او حتي فى الشوارع

و اعتمدت الهوية البصرية ايضا على الرمز ليكون البحر هو البصمة الوراثية لمدينة الاسكندرية

 بينما الارض الخضراء الخصبة هى بصمة الدلتا و النيل لمدن الجنوب مثل اسوان و اتخذت ايضا الهوية البصرية الخط العربي بانواعه الستة المعروفه للافتات الداخلية و الترحابية فى كل مدينة

و قد يتبادر الى الاذهان ان كل ذلك من باب التجميل فقط و لكن هذا الامر له بالغ الاثر فى نفوس الشعوب حيث يشعر الفرد براحة بصرية تجعله اقل عرضة للضغوط النفسية مما يقلل الجريمة المجتمعية و يرفع من الكفاءة الانتاجية مما يعود على الدول بالنفع العام الاقتصادى و الاجتماعي والهوية البصرية ايضا تجعل المواطن اكثر انتماءا لبلده و اكثر حفاظا على كل ما هو جميل من حوله دون تخريب او تعدي محافظا بذلك علي بيئته و من هنا تتحقق ابعاد التنمية المستدامة و ركائزها الاساسية ( الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية )

و قد بدأت جمهورية مصر العربية منذ العام الماضي في المضي قدما فى اعمال تعميم الهوية البصرية فى كل ربوع مصر وقد كلفت الجامعه الالمانية فى القاهرة بذلك و سيتم التنفيذ بمعرفة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة

و قد بدأت الاعمال بالفعل فى الاسكندرية مع نهاية صيف عام 2022 بمنطقة ( بئر مسعود ) بتكلفة اجمالية 25 مليون جنية مصري و كذلك تعميم اللون الموحد لبوابات الشواطئ والتي يبلغ عددها 73 بوابة من المنتزة و حتي منطقة بحري و كذلك ترميم واجهات المباني الاثرية و الكنائس و الزارات و المتاحف بالطابع الروماني العتيق بالاسكندرية و لعل الشاهد الاكبر على تلك الجهود هو منطقة ( محطة مصر ) بالاسكندرية و الميدان الخاص بها و الذي تحول المشهد بهم الي قطعه من الجمال بعد ان طالتها يد الاهمال الي سنوات عديدة و لعل الاهتمام ببوابات العبور الي المدن ( محطات السكك الحديدية ) يعد بداية طيبة لمزيد من التطوير و استقبال الوافدين بوجه جميل

و لابد ان يحافظ المجتمع باكمله على اعمال الهوية البصرية حتي نترك مدنا مستدامة للاجيال القادمة تنعم بها و تعينهم على حياة افضل و هو عمق تطبيق اهداف التنمية المستدامة

لذا يجب علينا جميعا الحفاظ على هويتنا البصريه فهى امانه نوصلها إلى اجيالنا القادمة