فن إغتصاب العقول : سفينة التيتانيك كان عليها تقريبا 2230 شخصا تم إنقاذ 706 شخص فقط، هذا يعني ان1524 شخصا لقوا حتفهم . في أحداث الفيلم مات تقريبا أغلب الناس بسبب الغرق، بينما مات بطل الفيلم بعد ساعات، بسبب برودة الماء وليس الغرق . أغلب من شاهد هذا الفيلم لم يشعر بأي نوع من التعاطف تجاه المئات الذين ظهروا في الفيلم يغرقون، بالرغم من أن أغلبهم نساء وأطفال، وكانت أمنية كل شخص شاهد هذا الفيلم، هو أن يعيش البطل والبطلة وأن ينجوا من الغرق ! لكن هل سألت نفسك لماذا شعرت بالتعاطف مع البطل (لص ومدمن خمر ولاعب قمار) ولم تتعاطف مع المئات من النساء والأطفال وكبار السن الذين ظهروا وهم يغرقون في الفيلم ؟ _الجواب_ استطاع المخرج أن يسلط الضوء على البطل والبطلة فقط، وكأنهما الوحيدان على متن السفينة، وجعلك تحبهما وتتعاطف معهما بالرغم من كل عيوبهما، وتتناسى في نفس الوقت الأطفال والنساء الذين غرقوا من حوله وكأن لا وجود لهم ! _ الخلاصة : هكذا يتلاعب بنا الإعلام كل يوم، يسلط الضوء على مايريد وفق رؤيته السياسية أو المذهبية أو الجهوية أو المنفعة المادية، وليس من زاوية الحق، سواء كان له أم عليه، الإعلام بكل وسائله يمارس هذا العبث القذر على مدار 24 ساعة، وكل الأطراف المتصارعة والمتنازعة في عالمنا اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، ترينا المشهد من زاويتها هي فقط، لكن الحقيقة شيء آخر. هذا هو فن اغتصاب العقول
فن اغتصاب العقول
في هذا السياق، على الرغم من أني الديميا كان لها الدور الأول في فتح أعيننا على عالم ما كان لنا أن نراه على الإطلاق، فقد كانت السلاح ذا الحدّين، ذلك السلاح الذي استطاع أن يعزلنا عن العالم الحقيقي في الوقت نفسه، وتسبّب لنا في هجر الحقائق بأشر الوسائل، والتعاطف مع ما لا يستحق، والهجوم على ما لا يستحق. في هذا الصدد، أرى ضرورة ملحة في البقاء على مسافة آمنة مع المنتجات الخاصة بالتواصل الاجتماعي ذات النشاط اليومي بالتحديد، لأنها تعتبر الأداة الأكثر قدرةً على خلق بيئة غير صحية من الظروف المحيطة والمزيفة.
التعليقات