بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه المنتجبين

الموضوع يتحدث عن الأهداف الكبيرة والأثار المترتبه عليها

بداية: أكثر الرهانات الخاسرة في الحياة الرهان على الأهداف الكبيرة والإنسان لا يكاد يمسك نفسه عن هذا النوع من الرهان, هناك نزعة في النفس دائما تملي على الإنسان تهمس في أذان الإنسان ان العيشه التي يعيشها ليست جديرة, ودائما هناك تحفيز داخلي لتوسعت الأهداف وهذه التوسعة ليس لها حد كلما يصل الإنسان ويحقق انجازات يحقق عظمة في الحياة, يبقى ولوعا في تحقيق اهداف وفي اتباع أهداف أكبر, هناك نزعت جنونية اسمها جنون الأهداف.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)}.

إلى لحظة الموت هناك نزعة التكاثر نزعة التوسع والتمدد, حياتنا أخيرا تنقضي في هذا التمدد والتوسع وفي هذه النزعة الجنونية التي لا نهاية لها, ومن الأثار السلبية لهذه النزعة انه مو كل واحد يتمكن ينجز الأهداف الكبيرة لأنها تحتاج إلى مهارة واحتراف.

و دائما الإنسان يجيد في شيئين ويخطأ في شيئين:

أولا: يجيد رسم الأهداف الواضحة: دائما يعلمونا ويلقنونا انه إذا تريد تنجح يجب أن تحمل أهداف واضحة شفافة.

ثانيا: يجيد في أن تحويل هذه الأهداف الكبيرة إلى اهداف صغيرة: حتى نتمكن نقيسها وبالنتيجة نتمكن نحققها.

لكن:

اي واحد منا لا يعرف ولايمكنه ان يقيس حجم العقبات التي تعترض الطريق, الأهداف الصغيرة تشتمل على عقبات كبيرة ونحن لا نعرف هذه العقبات ولا يمكننا ان نقيس حجمها, ولا نعرف كيفية التعامل مع هذه العقبات وكيف يمكن الثبات على المقدمات والمواصلة في الدرب.

والتحفيز الذي حصل من اسم الأهداف بسبب هذه العقبات وعدم معرفتها والقدرة على مقايستها يحصل تثبيط وتراجع والإنسان بالنتيجة كل عمره يصير في محاولات استباقية أو تقدمية يروح يقدم, وبعد فترة يشوف أن القضية اكبر من راسه وما يتمكن يتراجع والعمر كله يصير في هذه الدائرة.

يقول الله في كتابه الكريم: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلْإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَٰقِيهِ(6)}.

الكدح يعني شنو؟

هو العمل الدئوب المتواصل والجهد البالغ, الذي لا يحقق شيء إلا ثأثيرا بسيطا, احنا حياتنا هذا هي جهد ونشاط وهمه ومواصلة وبذل والمال والإنسان يلقي بنفسه في المهالك والنتيجة أنه لا يحدث في هذه الأمور التي تصدى لها إلا خدشة بسيطة أو عضة خفيفه فقط.

امور تافهه يجب ان يراعيها ويوليها أهتمامه الأكبر:

الأهداف الكبيرة مهمه ولكن الأهم منها ان يراعي الإنسان امور قد يعتبرها البعض تافهه, يجب ان يضعها في عين الإعتبار ويوليها اهتمامه الأكبر, هذه هي روح الإنجاز, التخطيط ووضع الإستراتيجيات هي أركان وقواعد الإنجاز, روح الإنجاز هي مجموعة امور تافهه هي امور سلبية ولكن الأهداف امور ايجابية, هي أمور تافهه سفاسف, إذا اهملتها وتجاهلتا وعادتا الناس يتجاهلون هذه الأمور وهذا التجاهل يأتي إلا على فشل كل المشاريع التي يتصدى لها الإنسان, ولكن قرر من اول يوم عندما تضع الطرق والإستراتيجية للوصول إلى الأهداف قرر أنه بكل صوره تتجنب هذه الأمور, فكما تختار الأمور التي تفرض على نفسك التزامها والثبات عليها اختار لنفسك كم شغله بسيطة الي لازم تتجنبها في الحياة بكل صورة لا تنزلق فيها , هي فقط اربعة ثلاثة مو أكثر, شنو هي؟

أولا: لا تستعجل:

خلق الإنسان من عجل, احنا مجبولين على العجلة, العجلة دمار, العجلة أهم العوامل المهلكه, قال أمير المؤمنين(عليه السلام):(إنما اهلك الناس العجلة) وقال (عليه السلام) : (العجول مخطأ وأن ملك,والمتأني مصيب وإن هلك).

ثانيا: لا تغضب:

الطيش والغضب والإنفعالية وخر من هذه الأمور, اقلا في حياتك الإقتصادية, وإذا متزوج في حياتك الزوجية قرر لا تغضب.

ثالثا: لا تشتكي:

الشكاية والزعل والعتاب واللوم, لا تشتكي شنو يصير إذا ان ما تفضي, هذه هي الحياة انسجم وياها لا تلوم شيء لا تشتكي من شيء, أمير المؤمنين(عليه السلام) يقول: (لأنسب الإسلام نسبة لم ينسبها احد قبلي ولا ينسبها بعدي احد إلا بمثل ذلك, ألا وأن الإسلام هو التسليم) أي شي يصير هذا هي بعد سلم.

رابعا: لا تخاف:

الخوف والإضطراب والتوتر والقلق, قال تعالى(وبشر المخبتين), المخبت: الأرض المستوية الي ما فيها صعدات ونزلات هذه كناية عن القلب المستوي, ليش احنا كلا اضطراب وخوف قلق وتوتر, التوتر دمار, أنت عندك استراتيجية ماشي بيها هذا التوتر و الأضطراب ما يخليك تمشي بيها وما يخليك أصلا تنفذ هاذي الإستراتيجية, (وبشر المخبتين) بشارة يعني توصل انت, ولا ليش انخاف هناك الله عز وجل هناك رعاية هناك اهتمام هناك حساب وكتاب (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) يعني مستحيل يصيبك الشي الي الله مو كاتبه لك إذا الله كاتبه إذا لماذا تقلق يصيبك ورغما على انفك فإذا ليش الخوف وليش اضطراب وين التوكل على الله وين الثقة بالله وين ومن يتوكل على الله فهو حسبه, نحن نعتقد لكن هذا الإعتقاد لا ينسجم مع قراراتنا وحديثنا.

هذا والحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه المنتجبين.