يحكي شاب أن عمه كان يدير مزرعة كبيرة، بها العديد من المزارعين المستأجرين، في أحد الأيام فُتح الباب ودخلت فتاة صغيرة ابنة مستأجر نظر العم إلى الطفلة وصاح بها مالذي تريدينه؟ أجابت أمي تريد 50 سنتاً فأجاب العم "لن أعطيها.. هيا أخرجي" ردت الطفلة "حاضر سيدي" وجلست في زاوية

إنشغل العم ولم ينتبه أن الفتاة لم تغادر وصاح بها "إن لم تخرجي حالاً سأضربك" ردت الطفلة "حاضر سيدي" ولم تحرك ساكناً!

حمل العم عصاه وتوجه للطفلة، حينها توقع الشاب أن يشهد جريمة قتل، تقدمت الطفلة نظرت في عيون العم وصرخت في وجهه "سوف تحصل أمي على ال50 سنتاً" توقف العم ونظر إليها لدقيقة، ثم وضع عصاه ببطء على الأرض أدخل يده في جيبه أخرج نصف دولار وأعطاه الطفلة!

الإصرار والثقة بأحقية الإنسان في الحصول على مايريد تُشكل قوة تخضع لها كل التحديات والمصاعب.

 يولد بعض الناس بشخصية قوية وشجاعة تجده يعرف مايريد، وفوراً يضع خطة للحصول عليه ويقرر التنفيذ هذا القرار غير قابل للنقاش ولا التراجع. مثل قرار الطفلة بالحصول على النصف دولار.

المدهش إن إتخاذ القرار والإصرار على تنفيذه -وفق خطة واضحة- يولّد طاقة قوية ومسيطرة لدى الإنسان هو نفسه يخضع لها قبل الأخرين، ويصبح أداة لتحقيق هذي الخطة، وإذا لم توجه هذي الطاقة إلى الوجهة الصحيحة سوف تسلك مسارات مدمرة مثل من يقرر أن يستولي على حق الغير ويخطط لذلك ويبدأ التنفيذ مدفوعاً بالطاقة التي يولدها القرار ، هنا لايجدي النصح نفعاً ويأتي دور القوة الأقوى وهي القانون.

نلاحظ أن الطاقة التي تتبع إتخاذ القرار تتدفق بوفرة بمرحلة الطفولة وتبدأ بالإنحصار تدريجياً إلى أن تجف بمرحلة الشباب، الجميع يحارب هذي الطاقة الأسرة المدرسة المجتمع والقانون، الأم تخوف طفلها لترويضه والمدرسة تقدم مناهج تروض الأفكار وتسن أنظمة تقييد الأطفال بحجة تهذيب السلوك، المجتمع يحاصر أبنائه بعادات وأعراف بالية الكثير منها بلا فائدة، والنتيجة شخصيات (عادية) لاتملك حرية إختيار التخصص الجامعي؟!

 قصة الطفلة جعلتني اتأمل بالحديث النبوي(المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف) أعتقد أن القوة المعنية هي قوة الشخصية؛ لإنها لبنة حياة الإنسان إذا كانت ضعيفة سيكون الإنسان متردد وفرار غير كرار بمواجهة مشاكل الحياة، لن يضيف شيء للمجتمع وربما يكون أداة هدم إذا أستغله إنسان قوي وشرير لتنفيذ مخططاته.