شباب المستقبل،ماذا حصل؟

هل أسرفت سبيستون في بث الإيجابية فينا،أم أننا إنضجعنا امام التلفاز ونردد نحن شباب المستقبل !

لا زِلنا شباب المستقبل وإن هرِمنا،سنبقى شباب المستقبل نكافح ونرتب ذواتنا ونطور بلدنا وندعو لأهلنا في البلدان الأخرى.

محاولة بائسة في الكتابة،لا زلت اتذكر رقم الصِفر والعلامات الحمراء التي تملئ أوراقي،بقائي في وقت الفسحة وحيدة لأني لم أضع الحركات بشكلٍ صحيح،حرارة المسطرة على ظهري لأني أطيل التفكير،غضب معلمتي من إلقائي السيء،ضحك أمي وأنا على المسرح بسبب تصرفاتي البلهاء،كنت دائماً مشتته بين أدائي و تعليماتهم التي تأتيني في الخلفية.

لكن لا تزال تلك الرغبة تلح عليّ بأن انهض وأقتل الخجل،وأمسك بيد ذاتي وننطلق،لا بأس بالفشل بعد المحاولة لا قبلها،رغبة الإلقاء بشكلٍ خلاب،رغبة الكتابة العميقة المريحة التي تأخذ صاحبها في رحلة هادئة ودافئةكحضن والدتك.

في الحقيقة لم أكن من شباب المستقبل،فأنا لا انتمي لأي شيء حتى أبناء جيلي، لم أنتمي لأي مدرسة ،لا انتمي لعائلتي ولا لذاتي، أتخذت طريقاً وعر ومظلمٍ في وضح النهار،البرد يلفني ويفقدني الإحساس بجسدي،لقد إنفصلت عنه هو الأخر،تراني الحيوانات فتبتعد بتعجبٌ من هذا الكائن البئييس.

وصلت!وصلت إلى القمة ولكن ليس القمة التي تتخيلها،قمةُ جبلٍ بعيد لا يراه أو يلاحظه أحد،هادئ لدرجة مرعبة،ولكنه مريح،هذه قمتي وهذه ذاتي ،وهاهو الموت يصيح ويلوح لي،يثقل كاهلي ويخنقني،ينام بجانبي ويدعو أصحابه الأرق والكابوس واليأس،يزاحمونني فلا يعود لي مكان في سريري،أضطر للنهوض ومشاهدة الجبال الأخرى المليئة بالحياة،أحاول أن أحادثهم وأخبرهم بأني هنا فقط! ،أسمع صوت الموت خلفي لن ياتي أحد إليك،لا أحد يريد أن يتسخ بسوادك،ألقي نظرة على يديك فهي أشد سواداً من الليل، أنظري لوجهك فقد أصبح عبارة عن هالات ففقط،أنظري لجسدك فالعفن بدأ يأكله.

يدعوني الموت لحضنه يربت على ظهري ويردد لا بأس سأنقذك.